أشار عدد من تجار العاصمة إلى أن بعض منتجي الزيتون المصبّر يستعملون مواد مضرة بصحة المستهلكين، وقد تعرضهم لتسممات، ما جعل عددا من العائلات تلجأ إلى تصبير الزيتون في البيوت، بعد شرائه من البساتين مباشرة. أكد تاجر للمواد الغذائية، ل''الخبر''، إثر جولة استطلاعية في الجزائر العاصمة، أن بعض منتجي الزيتون يقومون بتصبير الزيتون الأسود باستخدام الزيتون الأخضر وتخليله، ثم إضافة صبغات ذات لون أسود وصودا كاوية، تساهم في تحويل اللون، ويباع على أنه زيتون أسود ومصبر. ومن بين المواد الأكثر استعمالا في التصبير، حسب المتحدث، مادة الصودا التي تستعمل بطريقة عادية في عملية تخليل أنواع الزيتون. لكن بعض التجار والمستهلكين أكدوا أن هناك من يعمد إلى الإكثار منها، حتى يجهز الزيتون المصبّر في فترات وجيزة، وهو ما يزيد من سرعة تعفن المادة وخروج روائح كريهة منها، خاصة مع انعدام شروط التخزين. كما أكد التجار أن هذه المضاعفات المترتبة عن استخدام هذه المادة تحوّل الزيتون إلى خطر يهدد صحة المستهلكين. وشدد تاجر آخر أن من بين الحيل التي يلجأ إليها منتجو الزيتون استعمالهم حمض البطاريات ضمن المواد المستعملة في التصبير، من أجل ضمان المحافظة على لونه الأخضر المائل للاصفرار الذي يجلب الزبائن. كما تحافظ هذه المادة على شكل الزيتون الذي يبقى محافظا على شكله الأصلي دون أن يذبل، بفعل المادة الحمضية السامة. وفي هذا الصدد، قالت إحدى زبونات أحد بائعي المواد الغذائية إنها تجد، في غالب الأحيان، الزيتون المصبّر والمعلّب في أكياس بلاستيكية صغيرة في حالة جد متعفنة، مشيرة إلى عدم احترام المقادير الخاصة بالتصبير، خاصة المواد الحمضية التي تجعل المنتوج ذا رائحة قوية، مشيرة إلى أن الشكل الجميل واللون البراق يجبر الزبون على اقتناء هذا المنتوج القاتل، خاصة وأنه يحتوي على مواد كيميائية خطيرة ذات درجة حمضية عالية تؤثّر على المعدة والأمعاء. من جهته، حذّر صاحب المحل من المواد الحامضة التي تستعمل في التصبير، حيث قال إن الزيتون يفقد بهاءه بمجرد إخراجه من المحلول المصبّر فيه، حيث يذبل شكله في ثوان ويسودّ لونه، ذلك لأن المواد المستعملة في التصبير تحافظ على شكله في الكيس فقط. عائلات تلجأ للطريقة التقليدية في ''الترقاد'' تلجأ العديد من العائلات الجزائرية لتصبير الزيتون في البيوت، وهذا بعد الشك الكبير الذي يحوم حول المواد التي يتم استعمالها في المصانع، وكذا من قِبل بعض التجار، وأيضا لعدم ثقتها فيما يعرض في السوق، سواء من حيث المواد المستعملة في التخليل أو مادة الزيتون في حد ذاتها، حيث أكد أحد المواطنين أنه يشتري الزيتون من الفلاحين بالأخضرية وتقوم زوجته بتصبيره في البيت، هذا بعد أن قام، مرات عديدة، بشراء دلاء الزيتون التي وجدها منتهية الصلاحية، وتنبعث منها روائح كريهة. وتستعمل النساء الجزائريات الطريقة التقليدية في التصبير، حيث قالت فاطمة إنها تقوم بتصبير الزيتون الأحمر، وذلك من خلال غسل الزيتون وإضافة كمية من الملح واستخدام الليمون الحامض، ثم تقوم بشق الزيتون بسكين وتضعه في برميل تملؤه بالماء وتغير الماء كل أسبوع، حتى يحضر في شكله النهائي، وذلك بعد مرور 3 أسابيع. وعن طريقة التصبير، قالت الحاجة حورية إنها تقوم بتصبير الزيتون الأسود تقريبا كل عام، وذلك بعد عملية الجني، حيث قالت إنها تقوم بغسل المنتوج واستعمال الملح والقليل من زيت الزيتون، وبعدها تباشر بوضعه في كيس وتضاف إليه الأحجار، حتى يقطر تماما من الماء الموجود في حبات الزيتون، وبعد مرور أسابيع تقوم بوضعه تحت أشعة شمس لكي يجف نهائيا، ويضاف إليه القليل من زيت الزيتون، ويحفظ في الأواني الفخارية والطينية حتى تبقى به رائحة التصبير. الخبير والمهندس الزراعي أحمد مالحة يؤكد إنتاج زيتون المائدة المصبّر في الجزائر ضعيف قال الخبير والمهندس الزراعي، أحمد مالحة، إن زراعة زيتون المائدة في الجزائر تبقى متدنية، وتحتاج إلى استثمارات أكبر لتوسيع المساحات وتوفير منتوج ذي جودة لمنافسة المنتجات المستوردة من دول مجاورة. وأضاف مالحة، في حديث مع ''الخبر''، إن تطوير زراعة زيتون المائدة لا يخرج عن سياسة تطوير زراعة أشجار الزيتون على العموم. وأضاف أنه يتطلب توسيع المساحات عبر الاستثمارات الكبرى في المناطق السهبية وشبه الصحراوية، باستعمال تقنيات معاصرة والغرس المكثف للبساتين، لزيادة حجم الإنتاج بزرع 008 شجرة في الهكتار الواحد، كما هو الحال في دول مثل تونس والمغرب، اللتان يتجاوز إنتاجهما محصول الجزائر بكثير. وأوضح المتحدث أن زراعة الزيتون في الجزائر تعتمد على غرس نصف مكثف، ما يكشف تدني المحصول وغزو زيتون المائدة المستورد للسوق الجزائرية. لكن الخبير شدد على أن بعض منتجي زيتون المائدة في الجزائر لهم قدرات على منافسة المنتجات الأجنبية، على اعتبار أن تصبيرهم للزيتون يعتمد على الطرق البيولوجية فقط، وهو ما دعا شركات أجنبية إلى طلب هذا المنتوج. وأشار المتحدث إلى أن أحد المنتجين في غرب الجزائر تلقى طلبات من شركة فرنسية لتصدير زيتون المائدة. وأضاف مالحة أن إنتاج الزيتون في الجزائر موجه أكثر لاستخراج زيت الزيتون، في حين تم تجاهل زيتون المائدة، ولم يتم تطوير الأصناف القليلة المتوفرة في الجزائر، ما يفسر الإنتاج الضعيف، علاوة على وجود أصناف قليلة منه، وهي متمركزة خاصة في غرب البلاد، وعلى وجه الخصوص في سيف. كما أشار إلى وجود أصناف قليلة، لا تعكس القدرات الوطنية في هذا المجال، فهناك 04 صنفا من الزيتون في سيدي عيش ببجاية، وتحتاج إلى تطويرها لتحسين حجم ونوعية هذه الأصناف، حسب ما قال المستشار. الجزائر: سليم بن عبد الرحمان الجزائر التاسعة عالميا في المساحات المخصصة لأشجاره إنتاج زيتون المائدة لا يتجاوز 87 ألف قنطار سنويا تحتل الجزائر المرتبة التاسعة من بين الدول التي تمتلك مساحات مخصصة لزراعة أشجار الزيتون، بعيدا عن تونس والمغرب. كما أن الإنتاج الأقصى لزيتون المائدة المصبّر لا يتجاوز 87 ألف طن سنويا، من بين قرابة 4 ملايين طن كمحصول سنوي من الزيتون، بمختلف الأنواع. تبلغ المساحة الإجمالية الموجهة لزراعة أشجار الزيتون في الجزائر 300 ألف هكتار، وهي مساحة صغيرة جعلت الجزائر تحتل المرتبة التاسعة عالميا، بعيدا عن تونس المخصص فيها قرابة 7, 1 مليون هكتار لأشجار الزيتون. فهذه الدولة المجاورة تحتل المرتبة الثانية عالميا، حسب الأرقام المتوفرة في وزارة الفلاحة. ووصل حجم إنتاج الزيتون، موسم 2011 و2012، نحو 92 ,3 مليون قنطار، في حين بلغ الإنتاج، في الفصل الرابع من العام الماضي، 8 ,2 مليون قنطار، ما يمثل 55 بالمائة من الهدف الذي سطرته وزارة الفلاحة لإنتاج الزيتون في موسم 20122013 الجاري المقدر ب1 ,5 مليون قنطار. وتفيد دراسة للقطاع أن 55 بالمائة من إنتاج الزيتون، الموسم الماضي، تمركز وسط البلاد، في كل من بجاية والبويرة وتيزي وزو وبومرداس، و23 بالمائة في شرق البلاد، بكل من برج بوعريريج وسطيف وميلة وفالمة وسكيكدة وجيجل، و20 بالمائة بغرب البلاد في كل من غليزان ومعسكر وسعيدة وسيدي بلعباس وتلمسان، و2 بالمائة بالجنوب، في غرداية والوادي والنعامة. ويوجه أغلب هذا الإنتاج لاستخراج زيت الزيتون، على اعتبار أن إنتاج زيتون المائدة السنوي يتراوح ما بين 47 ألف قنطار و87 ألف قنطار، حسب الظروف المناخية. الجزائر: سليم بن عبد الرحمان بعض المهنيين يضاعفون الكميات لتسريع العملية جمعية حماية المستهلك تحذّر من المواد المستعملة في تصبير الزيتون يرى رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك، زكي حريز، أن المستهلك هو المسؤول الأول عن الأضرار الصحية الناتجة عن استهلاك زيتون مصبر بطرق غير صحية، كونه يقتني هذه المادة من محلات لا تؤشّر على صلاحية المنتوج بوسم. وأوضح حريز، ل''الخبر''، أن عملية التصبير لا تتم، في مجملها، بطرق صحية، لأن بعض المهنيين، وخاصة المتواجدين بالأرياف، لا يعرفون المعايير اللازمة للتصبير، حسبه. وهنا استدل بمادة الصودا، التي قال إن كميتها المضافة للزيتون محددة، إلا أن البعض لا يدرك ذلك ويفرط في استخدامها، حيث نجدهم يضيفون نسبة أكبر مما تتطلبه كمية الزيتون، وهنا تقع الخطورة. كما أشار المتحدث إلى أن بعض المصبرين يضيفون مواد أخرى خطيرة لتسريع اسوداد الزيتون، رغم أنها تشكّل خطرا كبيرا على الصحة، بالإضافة إلى الوسائل المستعملة في العملية، التي تختلف من منطقة إلى أخرى، على الرغم من أن هناك وسائل حديثة وآمنة غير معمّمة حاليا، حسبه، فهناك مناطق لا تزال تستعمل وسائل بدائية ترفع من نسبة الخطورة. كما أن غياب الضمير المهني عند بعض الباعة ساهم، بشكل واسع، حسب المتحدث، في تعرض مستهلكي هذه المادة إلى مضاعفات صحية، وهنا ركز على ضرورة المراقبة الذاتية، الكفيلة بوضع العملية في أطر قانونية تحكمها معايير صحية. كما أن فرق المراقبة، التي سخرتها وزارة التجارة، ورغم كثافتها، إلا أنها لا تكفي لوحدها، لأن المستهلك، حسب أحريز، عليه أن يلعب دورا أكبر لحماية صحته، بتفقد أماكن بيع مادة الزيتون ومراقبة الوسم باستمرار، وألا يقتني هذه المادة من أماكن مشبوهة أو توحي الدلاء الموضوعة فيها بقدمها أو لونها المشبوه، لأن المستهلك، حسبه، كثيرا ما ينساق لشراء هذه المادة من محلات تبيع مادة الزيتون بأسعار منخفضة، على الرغم من أن خطورتها كبيرة. والمطلوب من المستهلك اليوم، يضيف المتحدث ذاته، التعود على مراقبة المواد الغذائية التي يستهلكها بنفسه، عوض تحميل جهات المراقبة دائما المسؤولية. الجزائر: رشيدة دبوب الخبير والمهندس الزراعي أحمد مالحة يؤكد إنتاج زيتون المائدة المصبّر في الجزائر ضعيف قال الخبير والمهندس الزراعي، أحمد مالحة، إن زراعة زيتون المائدة في الجزائر تبقى متدنية، وتحتاج إلى استثمارات أكبر لتوسيع المساحات وتوفير منتوج ذي جودة لمنافسة المنتجات المستوردة من دول مجاورة. وأضاف مالحة، في حديث مع ''الخبر''، إن تطوير زراعة زيتون المائدة لا يخرج عن سياسة تطوير زراعة أشجار الزيتون على العموم. وأضاف أنه يتطلب توسيع المساحات عبر الاستثمارات الكبرى في المناطق السهبية وشبه الصحراوية، باستعمال تقنيات معاصرة والغرس المكثف للبساتين، لزيادة حجم الإنتاج بزرع 008 شجرة في الهكتار الواحد، كما هو الحال في دول مثل تونس والمغرب، اللتان يتجاوز إنتاجهما محصول الجزائر بكثير. وأوضح المتحدث أن زراعة الزيتون في الجزائر تعتمد على غرس نصف مكثف، ما يكشف تدني المحصول وغزو زيتون المائدة المستورد للسوق الجزائرية. لكن الخبير شدد على أن بعض منتجي زيتون المائدة في الجزائر لهم قدرات على منافسة المنتجات الأجنبية، على اعتبار أن تصبيرهم للزيتون يعتمد على الطرق البيولوجية فقط، وهو ما دعا شركات أجنبية إلى طلب هذا المنتوج. وأشار المتحدث إلى أن أحد المنتجين في غرب الجزائر تلقى طلبات من شركة فرنسية لتصدير زيتون المائدة. وأضاف مالحة أن إنتاج الزيتون في الجزائر موجه أكثر لاستخراج زيت الزيتون، في حين تم تجاهل زيتون المائدة، ولم يتم تطوير الأصناف القليلة المتوفرة في الجزائر، ما يفسر الإنتاج الضعيف، علاوة على وجود أصناف قليلة منه، وهي متمركزة خاصة في غرب البلاد، وعلى وجه الخصوص في سيف. كما أشار إلى وجود أصناف قليلة، لا تعكس القدرات الوطنية في هذا المجال، فهناك 04 صنفا من الزيتون في سيدي عيش ببجاية، وتحتاج إلى تطويرها لتحسين حجم ونوعية هذه الأصناف، حسب ما قال المستشار. الجزائر: سليم بن عبد الرحمان