تكوّن المواد الغذائية المستهلكة من بروتينات ودسم وسكريات وغيرها جملة من الغازات في المعدة، منها الأكسوجين والهيدروجين والميتان والأزوت وحمض الكربون.. إلخ كل غاز بنسبة معينة، حسب نوع الأكل والمشروبات والفواكه المتناولة من الشخص. تستغرق هذه الغازات مدة لعبور الجهاز الهضمي ومغادرتها الجسم عن طريق الاسترواح أو التهوج أو غيرها. وأكثر المواد الغذائية المسببة لتراكم الغازات في الأمعاء، والتي تؤدي إلى ظهور جملة من الأعراض كالانتفاخ والأوجاع والثقل والتهوج.. إلخ هي السكريات، أو ما يسمى هيدرات الكربون مثل الحبوب الجافة، النشويات، الحلويات، وبعض الفواكه.. إضافة إلى المشروبات الغازية التي تمثل هي الأخرى عاملا هاما في تراكم الغازات في الأمعاء هذا من جهة. ومن جهة أخرى تساهم بعض العادات، أيضا، في بروز هذه الظاهرة، كالتدخين ومضغ العلك أو امتصاص الحلوة أو الإكثار من الكلام.. إلخ. كما أن للمعي الغليظ، أيضا، دور في ذلك، حيث نشاهد تراكم الغازات عند مجموعة من الناس الذين تناولوا الوجبة الغذائية نفسها بنسب متفارقة، لأن المعي الغليظ عند البعض يختلف تماما عن المعي الغليظ للبعض الآخر، فيما يخص مساحته وطوله وقدرة نشاطه وفيزيولوجيته. يكوّن الغاز المجتمع في المعدة فقاعة المعدة، التي تسبب آلاما لا تطاق، كما تتجمع نسبة من الغازات فيما يسمى الزاوية اليسرى للمعي الغليظ، لتسبب هي الأخرى آلاما شديدة. وبالإضافة إلى ذلك تخضع هيدرات الكربون، التي يتناولها الإنسان، لعملية التخمر تحت تأثير بكتيريا الأمعاء، لينتج عن ذلك غازات مختلفة كالهيدروجين والآزوت وحمض الكربون بنسب مختلفة، حيث يمثل الآزوت الغاز الأكثر تواجدا في الجهاز الهضمي. وتعاني المرأة أكثر من الرجل من تجمع الغازات في الأمعاء، لأن لهذه الظاهرة علاقة بعضلات البطن التي تصاب بارتخاء أكثر عند المرأة، بسبب تكرار الحمل عند هذه الأخيرة، وقد تفيد بعض التمارينات الرياضية بتقوية هذه العضلات، والتقليل من الظاهرة. في الأخير قد يساعد على التخلص من تراكم الغازات والانتفاخ والأوجاع وغيرها حسن اختيار المواد الغذائية، التي تناسب فيزيولوجية الجهاز الهضمي، والتخلي عن المشروبات الغازية التي تلحق بصاحبها أضرارا لا تحصى، والتقليل من السكريات وهيدرات الكربون، والإقلاع نهائيا عن التدخين، مع ممارسة الرياضة كل حسب قدراته من المشي إلى الركض إلى القفز إلى السباحة.. إلخ.