كرّمت المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أمس، الأستاذ مصطفى الشريف، عقب التكريم المزدوج الذي حظي به مؤخرا، بعد حصوله على جائزة ''اليونسكو'' للثقافة العربية، وجائزة السلام 2013 في إيطاليا، التي تمنحها مؤسسة ''دوتشي''. وذكر الأستاذ مدير المدرسة، البروفيسور محند برقوق، خلال التكريم الذي تم بجامعة الجزائر 3 ببن عكنون، أن المدرسة قرّرت تنظيم تكريمات دورية ''تقديرا للنخبة الجزائرية''. وصرّح الأستاذ مصطفى الشريف، عقب التكريم، بأن منظومة التفكير الغربية تريد فرض نموذج حضاري على العالم العربي الإسلامي، واعتبر أن النموذج الغربي قائم على الهيمنة وعلى الرغبة في جعل كل شعوب العالم تنصهر في منظومة التفكير الليبرالية والعلمانية الجذرية، وأنه حان الوقت للبحث عن نظام دولي جديد قائم على السلم والعدالة ورفض فكرة احتكار التقدم. وألقى مصطفى الشريف محاضرة حول موضوع ''ضرورة حوار الحضارات''، حلّل من خلالها مظاهر الانحراف الحاصلة على مستوى العلاقات بين الثقافات والحضارات اليوم. وأوضح بأن العالم أضحى يعيش، منذ سقوط جدار برلين، على وقع وجود آراء تدعّمها تيارات توظف حوار الثقافات في إطار صراع الحضارات، كوسيلة لإلهاء الشعوب وجعلها تغض الطرف عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها العالم، وقال الأستاذ: ''أصبحت ظاهرة صدام الثقافات، وعدم قابليتها للحوار، توظف لخلق حالة من عدم الاهتمام بالمشاكل الاقتصادية والسياسية والتركيز فقط على الأخطار التي تشكلها الثقافات والديانات الأخرى، باعتبارها مصدرا للصدام وليس للتعايش''. واعتبر الشريف أن الغرب لم يكف عن شنّ حرب إعلامية على العالم الإسلامي، ولم يتوقف يوما عن تشويه تراثه وثقافته، وقال: ''الجهل هو مصدر المشاكل الأساسية، وهو موجود لدى الطرفين، وبحكم أن الطبيعة تكره الفراغ، فإن الحركات المتطرفة هي التي تصنع الضجيج''، مؤكدا على ضرورة إيجاد بديل إنساني يقضي على أزمة الفكر والحضارة التي تميز عالم اليوم، وقال: ''لا بد من التوصل، عبر الحوار، إلى إيجاد حضارة مشتركة بين البشر، من منطلق أنه لا يوجد مجتمع يحتكر لوحده مسألة الحقيقة''.