تحرك المجتمع الدولي على إثر خبر إقدام الجيش الإسرائيلي على قصف مواقع عسكرية بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، إذ بينما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين جنديا سوريا نظاميا، لم تؤكد إسرائيل بشكل رسمي تنفيذها للغارة. في الوقت الذي أشار بيان المجلس الوزاري السوري ''إن هذا العدوان يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات''، أعلنت دمشق أمس أنها ستختار توقيت الرد على القصف الجوي الإسرائيلي، في تأكيد على أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أعلم حلفاءه الروس أن دمشق تحتفظ بحقها في الدفاع عن ''سيادتها وأمن مواطنيها ومستعدة للرد''. مع العلم أن الجيش الإسرائيلي قصف مواقع في سوريا ثلاث مرات، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، خلال زيارته إلى الصين، أن ''بلاده تحتفظ بحق حماية أمنها في جميع الأوقات''. وفي خضم الحديث عن تداعيات القصف الإسرائيلي، الذي جدد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية في المنطقة، فجرت المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية والعضو في لجنة التحقيق الدولية في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، كارلا ديل بونتي، قنبلة بتأكيدها أن مقاتلي المعارضة السورية استخدموا غاز السارين، على اعتبار أنها أشارت إلى أنه تأكد لدى اللجنة، من خلال الشهادات والدلائل المتوفرة لديهم، أن الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا استعملت غاز السارين الممنوع دوليا، مع الإشارة إلى أن اللجنة لم يتسن لها العمل من داخل سوريا، بسبب رفض السلطات في دمشق السماح لهم بالدخول، إلا أن اللجنة أشارت إلى أنها تمكنت من جمع عدد مهم من شهادات سكان المناطق التي تعرضت لهجوم باستخدام السلاح الكيميائي، إلى جانب حصولها على أدلة تم إخراجها من سوريا تذهب في اتجاه تأكيد لجوء المعارضة إلى استخدام غاز السارين. وأشارت عضو اللجنة التابعة للأمم المتحدة إلى أن ما تم التوصل إليه مجرد نتائج أولية، وأعلنت عن استمرار التحقيق عن بعد، مشيرة في حديثها لوسائل الإعلام، أمس، أنه لم يتم استبعاد احتمال لجوء الجيش السوري النظامي هو الآخر لهذا النوع من الأسلحة. في المقابل، نفى الائتلاف السوري والجيش الحر هذه التصريحات، كما أكد الائتلاف من جانب آخر أن القصف الجوي الإسرائيلي لم يأت لمساندة المعارضة وإنما لحماية مصالحه خوفا من الأسلحة الكيميائية المتوفرة لدى النظام السوري. وبهذا الخصوص، أعلنت مصادر من الجيش الإسرائيلي أن القصف الجوي استهدف شحنات عسكرية خاصة بحزب الله، ولم تكن تستهدف الجيش السوري، في محاولة، حسب المراقبين، لنأي تل أبيب بنفسها عن إعلان صريح باستهداف دمشق عسكريا، ما يعني إعلانا رسميا بالحرب. دوليا، أجمعت ردود الفعل الدولية على ضرورة ''ضبط النفس'' و''الابتعاد عن أجواء التصعيد''، التي تدفع بالمنطقة إلى حافة حرب إقليمية معلنة، وهو الموقف الذي دعت له كل من الصين التي تستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وروسيا التي دعت إلى التهدئة، إذ تحدث الرئيس فلاديمير بوتين مع نتنياهو هاتفيا بهذا الشأن.