أعلن الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، أن المنظمة ستتقدم بمبادرة إلى التنظيمات الدولية لقدامى المحاربين، لإدانة الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وقال إن ظروفا دولية راهنة تجعل المسعى ''صعب المنال'' دون ذكرها. وأبدت منظمة المجاهدين حرصا على مطلب الاعتذار والتعويض المختفي تدريجيا من الخطاب الرسمي. تحدث الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، لوكالة الأنباء الجزائرية، عن مسعى قانوني دولي يستعد لإرساله إلى التنظيمات الدولية لقدامى المحاربين لإدانة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، قائلا في الذكرى ال68 لمجازر الثامن ماي، إن المنظمة الوطنية للمجاهدين ''ستتقدم بمبادرة لمنظمات قدامى المحاربين في العالم من أجل إدانة الاستعمار في الجزائر، وغيرها من الدول التي كانت تحت نير الاستعمار''. ولم يشرح أمين منظمة المجاهدين طبيعة المسعى الدولي، لكنه مبدئيا يتوقع صعوبة في ذلك: ''رغم صعوبة المهمة، فإن المنظمة ستواصل عملية تجنيد هذه التنظيمات لإصدار قرار يدين الاستعمار ويطالبه بتقديم الاعتذار للشعوب التي كانت تحت احتلاله، وتعويضها ماديا عن المجازر التي ارتكبها والثروات التي استولى عليها خلال حقبة الاستعمار''. وأحيا السعيد عبادو بالمناسبة الخطاب المناهض لفكرة ''النظر للمستقبل''، والتي بدأت تتسلل للخطاب الرسمي الجزائري نفسه. وذكر أن منظمة المجاهدين لديها ''مواقف ثابتة فيما يتعلق بتجريم الاستعمار في الجزائر وضرورة تقديمه الاعتذار للشعب الجزائري على المجازر البشعة التي ارتكبها في حقه، والتي تبقى وصمة عار في جبين هذا الاستعمار''. وأضاف أن الاستعمار ''لم يكتف بما قام به من مجازر بل تعداها إلى نهب ثروات البلدان التي كانت تحت وطأته، وطمس هوياتها الوطنية طيلة فترة الاحتلال''. وشدد عبادو على ضرورة تقديم الاعتذار من طرف الاستعمار الفرنسي للشعب الجزائري على الجرائم التي ارتكبت في حقه، مع تعويضه عن الثروات التي سلبت منه. وفي هذا الإطار، قال إن اعتراف بعض المسؤولين الفرنسيين بهذه المجازر ''لا بد أن يتبعه الاعتذار والتعويض عن الضرر الذي لحق بالشعب الجزائري عبر مختلف مراحل الاستعمار''، في إشارة لخطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته للجزائر. وذكر أن بشاعة تلك المجازر التي لم يتم تحديد الرقم الحقيقي لضحاياها لحد الآن، قد ''ولدت قناعة لدى الجزائريين، شعبا وأحزابا، بأن النضال السياسي لاسترجاع السيادة الوطنية لن يجدي، وأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لنيل الاستقلال وطرد المستعمر''. وأوضح المتحدث أن تلك المجازر التي انطلقت من مدينة سطيف واتسعت رقعتها لتشمل كافة التراب الوطني، ستبقى ''وصمة عار في جبين الاستعمار''.