كان الفقيد صحراوي محمد من بين المنظمين لمظاهرات الثامن ماي 1945 بوهران وكلفه ذلك 9 أشهر حبسا في السجن العسكري بوهران، لتكون أول محطة في مساره النضالي الطويل، مرورا بانتخابه كأمين عام لفيدرالية وهران سنة 1947، في أول مؤتمر جهوي لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، إلى غاية وفاته سنة 1984 بوهران. وصفه المسؤول العام لمصالح الاستخبارات بمقاطعة وهران، في تقريره سنة 1951، ''صحراوي محمد من مواليد 8 نوفمبر 1925، متعلم ومثقف، اشتغل في الصحافة، انخرط في حركة أحباب البيان 1944 بوهران، وهو من العناصر الراديكالية النشيطة في الحزب، تم إيقافه في جانفي 1946 وسجنه 9 أشهر... وفي 1948 سُجن 6 أشهر بتهم تهديد الأمن العام ونشر بيانات ممنوعة... أصبح أمينا عاما لفيدرالية ''ح.إ.ح.د'' لوهران في جوان 1947 حتى سبتمبر .''1951 يعتبر التقرير بمثابة شهادة من طرف الأعداء على نضال الفقيد من أجل القضية الوطنية، خاصة بعد انتخابه أمين عام فيدرالية وهران سنة 1947 التي شارك فيها أحمد بن بلة كممثل لمغنية وعادت رئاسة الفيدرالية إلى الدكتور لمين دباغين. بعد إطلاق سراحه في 1948، شغل عدة مسؤوليات في الحزب وندد، في إعلان مكتوب مؤرخ في 19 أوت 1951 منشور في جريدة ''وهران الجمهورية''، بالسياسة المناهضة للثورة التي كانت تمارسها اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية ونادى إلى الوحدة الثورية للأمة. التحق بفرنسا في سبتمبر 1954 تحت اسم ''عباس''، لتأسيس فيدرالية فرنسا وكاد نضاله يكفله غاليا، بعد تعرضه لاعتداء من طرف أعضاء الحركة الوطنية الجزائرية ''الأمانا'' الموالية لمصالي الحاج سنة 1955، قبل إنقاذه من طرف الدكتور شوقي مصطفاي وتماثله للشفاء بعد إقامته في كنيسة بمنطقة أرجونتوي تابعة لرجال دين متعاطفين مع القضية الجزائرية. تعرض لمحاولة اغتيال ثانية سنة 1957 من طرف ''الأمانا'' دائما، بعد قراءته الكلمة التأبينية على روح مناضل جزائري بمقبرة بوبيني. واصل الفقيد نضاله بعد الاستقلال في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس دائرة ونائب عن ولاية وهران، قبل أن تتوفاه المنية وسط ذويه في 25 أوت 1945 بوهران.