السيّدة رُقيّة بنت سيّد البشر، صلّى الله عليه وسلّم، محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية، وأمّها خديجة رضي الله عنها. تزوّجها عتبة بن أبي لهب قبل النُّبوة. فلمّا بُعِث النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال أبو لهب لابنه: رأسي من رأسك حرام إن لم تُطلِّق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها. أسلَمَت رقية مع أمّها وأخواتها وتزوّجَت من عثمان بن عفان، رضي الله عنه، ثمّ هاجر بها عثمان إلى الحبشة، فولدت له عبد الله هناك فكان يكنى به، قال عليه الصلاة والسّلام: ''إِنَّهُمَا لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ لُوْطٍ''. ثمّ هاجرت إلى المدينة بعد عثمان ومرضت قُبيل بدر، فخلف النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم عليها، عثمان فتوفيت والمسلمون ببدر. عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: لمّا ماتَت رقية بنت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''الحقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ''. فبكت النساء عليها، فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النَبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، بيده وقال: ''دَعْهُنَّ يَبْكِيْنَ. ثمّ قال: ابْكِيْنَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ. فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ القَلْبِ وَالعَيْنِ. فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ. فَمِنَ الشَّيْطَانِ''. فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله. صلّى الله عليه وسلّم. فجعلت تبكي، فجعل رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يمسَح الدّمع عن عينها بِطَرَفِ ثَوبِهِ.