من أعظم المهلكات: الرِّياء، وقد سمّاها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بالشِّرك الأصغر، والشِّرك الخفيّ. ومعنى الرّياء: طلب المنزلة والتعظيم عند النّاس بعمل الآخرة، كالذي يُصلّي ويصوم، ويتصدّق ويحجّ، ويجاهد ويقرأ القرآن، ليُعظّمه النّاس لذلك ويكرّموه من أموالهم، فذلك هو المُرائي، وعمله مردود، وسعيه خائب، سواء فعل له النّاس ما أَمَّلَهُ منهم أو لم يفعلوه له. قال تعالى: {... فمَن كان يَرجُو لِقاءَ ربِّه فلَيَعْمَل عملاً صالحًا ولا يُشْرِك بعِبادة ربِّه أحدًا} الكهف 011. وقال تعالى: {مَن كان يُريدُ حَرْثَ الآخرة نَزِد لهُ في حرثِه ومَن كان يُريد حَرثَ الدُّنيا نُؤْتِه منها وما لهُ في الآخرةِ من نَصيب...} الشورى 02. وقال تعالى: {فوَيْلٌ للمُصلّين × الذين هُم عن صلاتِهم سَاهون × الذين هم يُرَاءُونَ × ويَمنَعون الماعون} الماعون 4 7. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''يقول الله تعالى: أنا أغنى الأغنياء عن الشِّرك، فمَن عمِل عمَلاً أشرَك فيه غيري فأنا منه بريء ونصيبي لشريكي'' أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني