استمعت، أمس، محكمة الجنايات التركية لضحايا وعائلات شهداء أسطول الحرية في جلسة هي الثانية، وتستمر إلى غاية اليوم الثلاثاء، بعد رفض ضحايا وعائلات شهداء أسطول الحرية، ومن بينهم جزائريون، التنازل عن محاكمة قادة وجنود الجيش الإسرائيلي الذين أمروا أو شاركوا في الاعتداء على الأسطول، رغم اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان. وجرت المحاكمة في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث احتشد المئات من الأتراك أمام مقر المحكمة التي تعد الأكبر في أوروبا، ورفعوا أعلام فلسطين وقبعات تحمل رمز منظمة الإغاثة التركية ''إهاها''، وهتفوا بشعارات حماسية ومنددة بالجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وكانوا يكبرون باللغة العربية ويطالبون برفع الحصار عن غزة، كما رفعوا صور شهداء مرمرة التسعة. وسحبت قوات الأمن التركية الكاميرا والمسجلة الإلكترونية من ''الخبر'' عند مدخل المحكمة مؤقتا، ولكنها سمحت لمبعوث الجريدة بالدخول إلى قاعة المحاكمة مع تأكيدهم منع التصوير أو التسجيل، كما منع عدد من نشطاء منظمة الإغاثة التركية ''إهاها'' من الدخول إلى قاعة المحاكمة. وحضر المحاكمة عدد من الأجانب الذين شاركوا في أسطول الحرية أو من المتضامنين مع القضية الفلسطينية، سواء من بريطانيا أو أمريكا ومقدونيا وكوسوفو وسوريا والأردن وفلسطين والسعودية وباكستان، وحتى من مسلمي الإيغور في الصين، والذين ساعد أحدهم ''الخبر'' في الترجمة الفورية من التركية إلى العربية. وكان حضور الجزائر بارزا وقويا، خاصة أن 32 جزائريا شاركوا في أسطول الحرية، وحضر المحاكمة كل من محمد ذويبي الذي أصيب برصاصة مطاطية في عينه خلال الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة، والذي ستستمع المحكمة الجنائية التركية لشهادته اليوم الثلاثاء، إلى جانب كل من رجال الأعمال أحمد لطيفي وعبد الكريم رزقي وياسين ممثل جمعية رجال الأعمال التركية في الجزائر، فضلا عن الشاب الجزائري محمد بونوة الذي وصفه رجل مقدوني شارك في الأسطول بأنه ''مقدام''، وكان في المقدمة عندما هاجم الجنود الإسرائيليون سفينة مرمرة.