قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج أمس الجمعة إن تركيا قد تقلص علاقتها بإسرائيل إلى أدنى حد، بعد الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس إسرائيلية على سفينة مساعدات تركية متجهة إلى غزة. وقال ارينج أن تركيا عاكفة على تقييم الاتفاقات مع اسرائيل، في أوضح إشارة حتى الآن على أن أنقرة قد تقلص علاقتها الى حد كبير مع إسرائيل حليفتها في يوم ما بعد الهجوم الذي وقع يوم الاثنين. ومن ناحية ثانية، شارك عشرات الآلاف في مراسم تشييع الأتراك التسعة الذين قتلهم الجنود الإسرائيليون في الهجوم على أسطول الحرية الذي كان متجها لقطاع غزة، في حين قال الرئيس التركي عبد الله غل إن العلاقات مع إسرائيل لن تعود أبدا كما كانت قبل هذا الهجوم. وهتفت الحشود التي تجمعت في باحة مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول التركية بسقوط إسرائيل ورفعوا الأعلام التركية والفلسطينية، كما رددوا شعارات الدعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدانة لإسرائيل. وقالت السلطات التركية إن ثمانية من الضحايا التسعة لأسطول الحرية هم من الأتراك، كما أن التاسع هو أمريكي من أصل تركي. وقتل التسعة عندما شنت قوات خاصة إسرائيلية هجوما فجر الأحد الماضي على سفينة مافي مرمرة التركية، وهي الأكبر في أسطول الحرية الذي ضم خمس سفن أخرى وكان ينقل مساعدات إنسانية إلى سكان قطاع غزة، وهو الهجوم الذي أدى أيضا إلى إصابة عدة أشخاص. ووصلت جثامين القتلى إلى تركيا قادمة من تل أبيب في وقت سابق، كما وصل مئات من المتضامنين الذين كانوا ضمن القافلة (من الأتراك وغيرهم)، حيث وجهوا اتهامات بارتكاب جرائم حرب وأعمال قتل غير مبررة للقوات الإسرائيلية التي هاجمت الأسطول أثناء وجوده في المياه الدولية. في الوقت نفسه، تعهّد بولنت يلديريم رئيس مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية التركية بمواصلة إرسال أساطيل إغاثة إلى غزة حتى يتم رفع الحصار عنها، كما قدم ما وصفها بالرواية المفزعة لما جرى فوق سطح السفينة مرمرة، مؤكدا أن الإسرائيليين رموا جثث قتلى في البحر. وكان الرئيس التركي أكدأن الهجوم الإسرائيلي على سفن الحرية ألحق أضرارا لا يمكن إصلاحها بالعلاقات بين بلاده وإسرائيل، مشددا على أن هذه العلاقات لن تعود أبدا لما كانت عليه. وفي تصريحات بثها التلفزيون، قال غل إن الهجوم الإسرائيلي ليس أمرا يمكن نسيانه أو التغطية عليه.. لقد خلف هذا الحادث ندبة عميقة لا يمكن إزالتها في العلاقات بين البلدين.