الإسلاميون واليساريون يلتقون في مؤتمر واحد لمناقشة خلافاتهم تنطلق، اليوم، بالعاصمة المصرية القاهرة، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر القومي العربي، بمشاركة المجاهد لخضر بورقعة ومصطفى نويصر من معهد التاريخ بالجزائر ورجل الأعمال عبد الكريم رزقي من الجزائر، وأكثر من 200 شخصية من المثقفين والمفكرين والسياسيين العرب أصحاب التوجهات القومية والإسلامية واليسارية، لمناقشة حال الأمة العربية والأوضاع التي وصلت إليها في خضم تداعيات ثورات الربيع العربي. ويؤكد الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس اللجنة التحضيرية والمتحدث الرسمي للمؤتمر، أن الهدف من هذا اللقاء العربي القومي، الذي يجمع بين خيرة المثقفين العرب، من ليبراليين ويساريين وإسلاميين، مؤمنين بالوحدة العربية، بغض النظر عن التيار السياسي الذي ينتمون إليه، هو التأكيد على مجابهة ومحاربة مخطط التفتيت الذي تسعى لتنفيذه دول غربية برعاية إسرائيلية، وإعادة تفتيت الخرائط السياسية مثلما حدث في العراق، دون الانخراط في المشاكل المباشرة لكل الدول العربية. وحذر المتحدث الرسمي للمؤتمر من التدخل الأجنبي الذي يهدد وحدة واستقرار المنطقة العربية، مشيرا في تصريح خص به "الخبر": "يجب على الحكام العرب أن يدركوا خطر التدخل الأجنبي، الذي يسعى إلى تمزيق المنطقة مثلما يحدث في سوريا، ومحاولات بعض التيارات السياسية المتاجرة بالدين وتقسيم الأمة على أساس طائفي أو مذهبي، وتحاول سرقة الثروات العربية في اتجاه يهدم أسس الدولة الحديثة في العالم العربي، ويهدف إلى تحقيق المشروع الأمريكي الصهيوني، الرامي إلى استبدال الصراع الحقيقي مع العدو الصهيوني بصراع عربي إيراني أو شيعي سني، أو إسلامي مسيحي، فضلا عن مشروع تهويد الأرض الفلسطينية". وقال إدريس إن المؤتمر سيتناول أزمة سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد أمن مصر المائي، مدعوما من دول عربية وغربية في ظل شح المياه، وموقف الحكومة المصرية الذي وصفه ب«الرجيح" حيال الأزمة، معتبرا ذلك إعلان حرب على القاهرة وعدوانا على شعبها، داعيا جميع الحركات الشعبية إلى التحرك وإيقاف هذا العدوان وإنقاذ مصر من الخطر الذي يهدد أمنها المائي.