دعا كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، بلقاسم ساحلي، أمس، بالجزائر العاصمة إلى التفكير في إحداث مرصد للجالية المغاربية في الخارج على ضوء التطورات المختلفة التي يعرفها العالم. وأوضح السيد ساحلي في مداخلة له، خلال افتتاح أشغال الملتقى حول الجاليات المغاربية في الخارج، أن هذا المرصد من شأنه “العناية بشؤون الجالية والتكفل بإنجاز أبحاث علمية ودراسات حول أوضاعها والمساهمة في تقديم حلول عملية للمشاكل التي تواجهها”. وبالمناسبة أعرب ساحلي، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، عن أمله في أن يساهم الإعلام والحركة الجمعوية بالمهجر في “إبراز قضايا المهاجرين والدفاع عنها والتعريف بما تقوم به من دور اقتصادي واجتماعي هام، إضافة إلى تسليط الضوء على الكفاءات المغاربية وقدراتها وإسهاماتها العلمية في شتى المجالات”. وفي معرض حديثه عن الظروف الحالية التي تمر بها الجالية المغاربية بالمهجر، أكد كاتب الدولة بأن هذه الظروف “تدفعنا إلى ضرورة تعميق الحوار وتنسيق الجهود من أجل النهوض بأوضاعها وحمايتها ومساعدتها في ظل تنامي بعض المظاهر السلبية كالتفكك الأسري والعنف والانقطاع المدرسي”. وأمام هذه الإشكاليات والتحديات، شدد الوزير بأنه من الضروري إرساء حوار بنّاء مع بلدان الإقامة يتسم بروح التعاون والمصلحة المشتركة تستفيد منه جميع الأطراف بما يحقق التنمية المتضامنة بين البلدان المعنية ويضمن احترام حقوق المهاجرين وصيانة كرامتهم”. وأبرز السيد ساحلي أنه “قد يكون من الملائم دعوة الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي إلى الإسراع في تجسيد مشروع إنشاء لجنة مغاربية استشارية دائمة لشؤون الجالية، تتولى مهمة تنسيق مواقف الدول المغاربية إزاء قضايا الجالية والعمل على تبني سياسة تفاوضية موحدة ووضع برامج مشتركة لحماية حقوق الجاليات المغاربية وتوثيق الروابط ببلدانها الأصلية”. ولم يفوّت كاتب الدولة فرصة اللقاء ليبرز “حرص الجزائر من أجل أن تحظى جاليتها في المهجر بالتمثيل البرلماني الذي يضمن لها حضورها السياسي ويدافع عن حقوقها ويحمي كرامتها في بلد الإقامة وبغرض التكفل بانشغالات هذه الجالية وتخويلها سلطة الاقتراح. كما ذكر كاتب الدولة بالمجلس الاستشاري للجالية الذي يوجد قيد التجسيد ليعبّر، كما قال، عن “الإرادة الثابتة للسلطات العمومية قصد التواصل الدائم مع أبنائنا في المهجر”. وركز المشاركون في أشغال الندوة حول الجاليات المغاربية بالخارج التي انطلقت أشغالها صبيحة أمس، بإقامة جنان الميثاق بالجزائر العاصمة، على مجموعة من المحاور تتعلق أساسا بأوضاع هذه الجالية وتشخيص الصعوبات التي تعترضها وسبل حماية حقوقها المدنية والاجتماعية والحضارية. كما شكلت هذه الندوة فرصة لاستعراض التجارب الوطنية للدول المغاربية في التعامل مع جاليتها في الخارج لاسيما في إدارة الكفاءات المغاربية وإسهام الجالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في وطنها الأم.