أم تفقد رضيعها من بين يديها بسبب تهور الزوج كثيرا ما يتسبب الأولياء في حصد أرواح فلذات أكبادهم على مستوى الطرقات، حيث يضعون أطفالهم الصغار في المقاعد الأمامية للمركبة دون إدراك خطورة ذلك. وحسب آخر حصيلة للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن عدد الأطفال ضحايا حوادث المرور بلغ منذ بداية العام 1117 حادث، منهم 37 طفلا لقوا حتفهم. أصبحت حوادث المرور تفتك بالأطفال الجزائريين في الآونة الأخيرة، سواء على مستوى الطرقات أو حتى بالقرب من منازلهم أو أمام المؤسسات التربوية، غير أن من بين أهم الأخطاء التي يقع فيها الأولياء وتتسبب في حوادث مميتة، وضع الأطفال في المقاعد الأمامية للسيارات، اذ سجلت المديرية العامة للأمن الوطني بهذا الخصوص 646 مخالفة مرورية بسبب نقل الأطفال (أقل من 10 سنوات) في المقاعد الأمامية للسيارة و2798 مخالفة بسبب عدم احترام ممر الراجلين. ورغم الإجراءات التي اتخذت من أجل حماية الأطفال من حوادث المرور، لاسيما وضع أعوان مهمتهم التدخل لتمرير التلاميذ خلال الذهاب والإياب إلى المؤسسات التربوية، إلا أن حوادث المرور لا تزال تحصد البراءة، خاصة إذا علمنا أن الإحصائيات الأخيرة التي كشفت عنها وزارة التضامن تشير إلى أن 1201 طفل لقوا حتفهم جراء حوادث المرور خلال 5 سنوات بمعدل 240 سنويا. وأكد نائب مدير حركة المرور والوقاية بالمديرية العامة للأمن العمومي، العميد الأول محمد طاطاشاك ل«الخبر” أمس، أن الكثير من السائقين يقفون وراء الحوادث التي تفتك بأرواح أطفالنا بسبب عدم الانتباه أثناء قيادة المركبة خاصة داخل الأحياء. مشيرا إلى أن أغلب السائقين لا ينتبهون أثناء الدخول والخروج من المواقف الموجودة داخل الأحياء أين يلعب الأطفال ويركضون دون أخذ الحيطة. وأبرز محدثنا أن للأولياء مسؤولية في حوادث المرور التي يذهب ضحيتها فلذات أكبادهم، لأن هناك من يضع ابنه في الطريق ويسير هو على الرصيف. بينما يعد العامل الأكثر انتشارا لدى الأولياء هو وضع أطفالهم في المقاعد الأمامية رغم أن ذلك ممنوع قانونا وهي مخالفة يعاقب عليها قانون المرور بغرامة مالية تتراوح بين 2000 إلى 4000 دينار، ويضاف إلى ذلك تسلق بعض الأطفال الشاحنات أثناء سيرها. وروى لنا طاطاشاك في هذا السياق، حادث مرور مؤلم لرضيع فارق الحياة رغم أنه كان بين أحضان والدته وفي المقعد الخلفي، والسبب يرجع إلى الوالد الذي اجتاز منعطفا خطيرا بسرعة كبيرة، مما جعل الأم تفقد السيطرة على رضيعها الذي خرج من نافذة السيارة التي كانت مفتوحة وفارق الحياة في الحال. كما كشف عن تفاصيل حادث آخر أليم، يتعلق بطفل يبلغ من العمر 4 سنوات فارق الحياة بسبب والده، الذي شغل السيارة التي كانت داخل مرآب المنزل دون الانتباه إلى السيارة التي كانت في حالة إقلاع، ولأن الطفل كان بين جدار المرآب والسيارة دهس بسبب عدم انتباه الوالد. ووجه ممثل المديرية العامة للأمن الوطني نداء إلى الأولياء من أجل الانتباه، وعدم المجازفة بأرواح أطفالهم، وتحسيسهم حول مخاطر حوادث المرور، خاصة إذا علمنا أن بعض الأطفال يعرّضون أنفسهم الى التهلكة من خلال تسلق الشاحنات أثناء سيرها، كوسيلة تعتبر بالنسبة إليهم لهو واللعب.