شاب يسأل عن الحكم الشّرعي في تفضيل والده بعض الأبناء على آخرين.. إنّ من حقوق الأولاد على الآباء أن يفضّل الأب أحداً من أبنائه على أحد في العطايا والهيئات، فلا يعطي بعض أولاده شيئاً ويحرم الآخَر، فإن ذلك من الجور والظلم، ولأن ذلك يؤدي إلى حدوث العداوة بينهم، وقد يدفع المحرومين منها إلى العقوق أيضاً. وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير أنّ أباه بشير بن سعد وهبه غلاماً فأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”أَكُلّ ولدِك نحلْتَه مثل هذا؟ قال: لا، قال: ”فأرجِعْهُ”، وفي رواية قال: ”اتّقوا الله واعدلوا بين أولادكم”، وفي لفظ: ”أَشْهِد على هذا غيري فإنّي لا أشهد على جور”. لكن لو أعطى بعضّهم شيئاً يحتاجه والثاني لا يحتاجه– كما في السؤال- فلا حرج عليه، لأنّ هذا تخصيص من أجل الحاجة، مثل أن يعطي مُريدَ الزّواج ما يحتاجه للقيام بالعرس ونفقاته، أو أن يعطي الطالب ما يحتاجه من أجل شراء الكُتب والأدوات ونفقات النّقل وغير ذلك، أو أن يعالج المريض ويوفّر له ما يُعنيه على الشّفاء واسترجاع صحّته، وهكذا. والله أعلَم. شاب يقول إنه استيقظ من النوم قبيل شروق الشّمس، فصلّى صلاة الصّبح، وأخّر الفجر حتّى تشرق الشمس، لكنّه نسيَ صلاتها وتذكّرَها وقت الزوال.. الفجر رَغِيبَة، أي مُرغَّب فيها من قِبل الشرع، ووقت قضاء الفجر مِن حِلِّ النّافلة بعد طلوع الشّمس إلى الزوال. ومَن نسي صلاة الفجر صَلاّها متى تذكّرها لدخولها في عموم قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن نام عن صلاة أو نسيها فليُصلِّها إذا تذكّرها”. غير أنه إذا دخل عليها وقت الظهر ولم تؤد سقطت وفات على صاحبها الأجر والثواب. والله أعلَم. سائل يطلب حكم السؤال لغير الله تعالى.. قال الله تعالى: {وقالَ رَبُّكم ادْعونِي أسْتَجِب لكم} غافر:60، وقال أيضاً: {وإذا سألَك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدّاعي إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشُدون} البقرة:186. أمر الله تعالى، من خلال هذه الآيات وغيرها، عباده المؤمنين بدعائه وطلب الرزق منه دون سواه، خاصة فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، كالولد والزوج والسكن والعمل، فكل شيء مقدّر ومكتوب في اللّوح المحفوظ، ويجب على المؤمن أن يتعامل مع حاجاته بالرضا والتّسليم والصّبر والدعاء، واتّخاذ الأسباب المشروعة من أجل نيلها، هذا حتّى لا يفهم من كلامنا إهمال جانب اتّخاذ الأسباب وإعمال الخمول والكسل، بل إنّ اتّخاذ الأسباب المشروعة مفتاح عظيم للرّزق. وقد يُعتبر مسألة غير الله فيما لا يقدر عليها إلاّ الله شرك أكبر عياذاً بالله، وقد قال الله تعالى: {إنّ الله لا بغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء} النساء:48.