شباب يقولون: نحن مقبلون على شهر عظيم، وهو شهر رمضان المعظّم، فهل من كلمة تُقال بهذه المناسبة؟ - صدق مَن قال ”لكلّ مقام مقال ولكلّ حادثة حديث”، فنحن نعيش هذه الأيّام شهرًا آخَر يُعد رتيبة لرمضان وهو شهر شعبان. هذا الشهر، الّذي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر من الصوم فيه كما ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها، فعلى المؤمن أن يغتنم فرص الخير المقرّبة إلى الله تعالى الموجبة لرحمته وغفرانه وما أكثرها. فالصّوم من أجلّ الفرص والقربات، الّتي فيها من الحكم الشيء الكثير ما خفي منها وما ظهر، فهو مدرسة إن حطّ فيها المؤمن رحاله، فإنّه لن يخرج منها خاويًا لأنّ جزاءه أعظم من أن يعلمه، ويكفي ذلك كلّه شرفًا أن نسبه الله إليه، ففيما رواه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ربّه قوله: ”كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصِّيام فهو لي وأنا أُجزي به” متفق عليه. فتاة أكلت في رمضان الماضي لعذر شرعي، فهل يجوز لها القضاء هذا الشهر (شعبان)؟ - يجب على المؤمن إن كان لديه مانع من الصوم أن يفطر كالمرض والحيض والنفاس، قال تعالى: ”فمَن كان منكم مريضًا أو على سفر فعِدَّة من أيّام أُخَر” البقرة:184، أي عليه قضاء ما أفطره حسب ماله. فالمرأة الّتي تأكل في رمضان بسبب الحيض عليها قضاء ما تفطره قبل حلول رمضان من العام الموالي، فإن حلَّ رمضان آخر ولم تقض فيتوجّب عليها حينئذ الفدية والقضاء، وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم جزاء على تأخيرها القضاء. أمّا عن قضاء الإفطار بسبب الحيض في شهر شعبان فلا حرج في ذلك، وأمّنا عائشة رضي الله عنها كانت كثيرًا ما تؤخّر قضاء دينها إلى شعبان. شخص مريض مرضًا يمنعه من الصيام، فهل يجوز له إعطاء الفدية لشخص لا هو فقير ولا هو مسكين؟ - الفدية تقدّم للفقراء والمساكين، وبماأنّ الشخص الّذي أعطيت له ليس بفقير ولا مسكين، فعليه أن يعطيها هو بدوره لفقير أو مسكين، حتّى يبرئ ذِمّة ذلك المريض الّذي أعطاها له، وإلاّ أعاد المريض إخراجها لمَن يستحقّها.