بدأ الجزائريون، منذ سنوات قليلة، في استهلاك ما أصبح يعرف بالمواد مضاعفة التجميد، في وقت يسجل فيه عجز كبير في احترام سلسلة التبريد في السوق الوطنية، ما يعرّض المستهلكين لخطر التسمم إثر تلف تلك المواد. أكد مسيّر لمركز تجاري بباب الزوار، في جولة قامت بها “الخبر” بالعاصمة، أنه لاحظ ارتفاع الطلب على المواد مضاعفة التجميد المعروضة في المركز، خصوصا ما يتعلّق بأكياس البطاطا، وقال المتحدث إن هذه المواد تعرض بشكل يجذب المستهلكين، على اعتبار أنها تقدّم بتغليف وتعليب مثير يظهر المواد على أنها طازجة، وهو شأن شدّد على تأكيده المتحدث، الذي اعتبر أن التجميد المضاعف يستعمل تقنيات تحافظ على القيمة الغذائية للمنتوج. غير أن التاجر أثار إشكالية قدوم فصل الصيف ومقربة شهر رمضان، الذي يرافقه ارتفاع الطلب على مختلف المواد الغذائية ومنها غير الموسمية، ففي هذه الحال تأتي المواد مضاعفة التجميد كبديل يعرض في غياب مواد موسمية يزداد الطلب عليها في رمضان، مثل “الجلبانة”، حسب المتحدث الذي تخوّف من تكرار انقطاعات الكهرباء خلال هذه الفترة، الأمر الذي يكسر سلسلة التبريد للمواد مضاعفة التجميد، التي تصبح خطرا على صحة المستهلكين إذا أعيد تجميدها وعرضها. وقال تاجر خضروات إنه يفضّل بيع مواد موسمية على المخاطرة في توظيف رأسماله في مواد مضاعفة التجميد، قد تفتح عليه الأبواب للنزاعات القضائية في بلاد تفتقد للوسائل الضرورية التي تضمن تجميدا مضاعفا مستمرا للمواد الغذائية. فيما تحدّث تاجر آخر، في اتجاه مخالف، عن رغبته في التوجه إلى هذه التجارة، ما جعله ينتقل إلى معرض الإنتاج الوطني، المنظم مؤخرا في قصر المعارض، لمعرفة القدرات الوطنية لتطوير نشاط توزيع المواد المضاعفة التجميد. وقال إن هذا المنتوج يسمح للزبون بالحصول على كمية صافية من البطاطا مثلا، التي يمكن تخزينها لمدة طويلة جدا. وأضاف أنه في الوقت الراهن ستكون هذه المواد تنافسية أكثر، وستصبح أساسا لغذاء الجزائريين، وفي “عصر السرعة”. وقال إنه سيخاطر بالاستثمار في المجال، لأن ذلك سيكون عاملا في تغيير العادة الاستهلاكية في الجزائر، المرشحة لتكون سوقها عالية الطلب على هذه المواد، كما هو الحال بالنسبة للأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية.