قال اللّه تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللّه بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} البقرة:144. قال العلامة ابن كثير في تفسيره: أمر تعالى باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ولا يُسْتَثْنَى من هذا شيء سوى النّافلة في حال السّفر، فإنّه يُصَلِّيهَا حيثُما توَجَّه قالبه وقَلبه نحو الكعبة، وكذا في حال المسايفة في القتل، يصلّي على كلّ حال، وكذا مَن جَهِل جهة القبلة يصلّي باجتهادهِ، وإن كان مخطئًا في نفس الأمر، لأنّ اللّه تعالى لا يُكلِّف نفسًا إلاّ وُسْعهَا.