ما هي قراءتكم لبيان القوات المسلحة وتوقيته؟ هذا البيان موقف متوقّع من الجيش، المعروف عنه عبر التاريخ انحيازه للشعب، ولا أعتبره انقلابا عسكريا، لأن الجيش لو كان يريد الانقلاب على النظام الحالي لفعل منذ فترة. لكن بعد اقتناعه برغبة الشعب في إسقاط النظام الحالي، وتأكده من الاستمارات التي جمعناها لسحب الثقة من الرئيس مرسي، استجاب احتراما لإرادة الشعب، الذي وقف على قلب رجل واحد ضد جماعة الإخوان التي لم تأت بشيء منذ أن وصلت إلى الحكم، وبالتالي من المؤكد أنه سيتم الإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء. هل تتوقّعون أن الخطوة المقبلة هي الإعلان عن انتخابات رئاسية؟ بالفعل، الوضع في مصر متجه إلى تلبية مطالب الشارع، والإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة بعد العدد المهول الذي احتشد، أول أمس، في مختلف ميادين الحرية المصرية للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان المسلمين، وملايين المصريين الذين خرجوا للتظاهر، فاقوا بنسبة كبيرة أولئك الذين خرجوا في الأيام الأولى لثورة ال25 جانفي التي أطاحت بنظام مبارك، وهذا دليل على صحة الأرقام التي جمعتها حركة “تمرد”، حيث خرج المتمردون ال22 مليون ليطالبوا بإسقاط نظام فاشل. كما أن عدد القتلى تجاوز عدد الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الأولى للثورة التي أطاحت بالنظام السابق، حيث وصل إلى 20 شخصا، 12 منهم سقطوا أمام مكتب إرشاد الجماعة. وما تعليقك على حرق مكتب إرشاد الجماعة ومقرات لحزبها؟ هذا عمل إجرامي، وعناصر من الإخوان كانوا مجهزين بأسلحة نارية لترويع المتظاهرين، وكان من الطبيعي أن يتوجّه المتظاهرون إلى هناك بسبب حالة الغضب الشديدة التي هم فيها، نظرا لتعنت الرئيس في تحقيق مطالب الشعب، وقد تعمدوا قتل المتظاهرين وهم متعودون على ذلك. وأشير هنا إلى أن الحديث عن العنف والدم، فزاعة يستخدمها الإخوان لترويع الشعب حتى لا يشارك في المظاهرات.