استفاقت ولاية ميلة، صباح أمس، على وقع جريمة قتل عصفت بهدوء بلدية الرواشد، وراحت ضحيتها الفتاة "بسمة"، التي تبلغ من العمر 21 سنة، والفائزة بامتحان شهادة البكالوريا، الاثنين الماضي، بطعنات غادرة من يد طالب جامعي في العشرينات من العمر. انتقلت “الخبر” إلى مسكن عائلة “بشكيط” المفجوعة في ابنتها، وفي بيتها الواقع بجوار حظيرة السيارات التابعة للبلدية، وجدنا السكان مصدومين بجو جنائزي قل نظيره، الجميع هنا كان يبكي ويدعو بالرحمة للفتاة ولذويها بالصبر والرضا بالقضاء والقدر. وكان أول من صادفناه أحد جيران عائلة الضحية، الذي روى بأن الفتاة خرجت من منزلها لشراء الزبدة من متجر قريب لإعداد “لغرايف” (أو “البغرير”) لتقديمه للجيران بمناسبة نجاحها في البكالوريا، وبينما هي في طريق عودتها، باغتها الجاني بتوجيه طعنات قاتلة في الصدر والبطن، قبل أن يلقي بجسدها إلى بستان قريب من المنزل، ثم لاذ بالفرار نحو أحد جبال المنطقة. كما روى عامل في البلدية أنه سمع الفتاة وهي تصرخ، فخرج لاستكشاف الأمر، قبل أن يصدم بمنظرها وهي تسبح في بركة من الدماء، وذكر بأن ملابسه ارتوت بدمائها التي نزفت منها عندما حملها من البستان وخرج يستغيث بالناس من أجل مساعدته على نقلها إلى المستشفى، لكن وافتها المنية قبل أن تصل إليه. من جانبه، ذكر خال الضحية بأنها فقدت أمها العام الماضي. ولم يتسن لنا الاقتراب من الوالد المكلوم في فلذة كبده، حيث كان متأثرا لدرجة كبيرة ولم يتوقف عن الطواف بأرجاء الحي من شدة الصدمة. عاقل أم مجنون؟ وعن أسباب هذه الجريمة، التي خطفت روح فتاة في ربيع العمر، ذكر بعض السكان ل“الخبر” بأن الضحية لم تقبل بمحاولات التقرب منها من طرف هذا الشاب، خصوصا أنها من عائلة محافظة ومعروفة بسمعتها الحسنة، في حين ذكر آخرون بأن الجاني يعاني من اضطرابات عقلية. أما بخصوص الجاني، فقد هرب إلى أحد المرتفعات المجاورة للقرية، وصعد إلى قمتها مهددا برمي نفسه لو اقترب منه أحد.. حتى بعد تدخل الدرك الذي لا يزال يحاصره إلى غاية كتابة هذه الأسطر.