شخص أذنَب كثيرًا، وهو نادم ويريد التوبة في هذا الشّهر العظيم، فما هي الأعمال الّتي يحبّها الله في رمضان؟ @ نسأل الله أن يجعل توبتك توبة صادقة نصوحًة فيقبلها الله منك ويوفّقك لفعل الخير، وشهر رمضان فرصة لأداء معظم أنواع العبادات، كتلاوة القرآن، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”اقرأوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”يُؤتَى يوم القيامة بالقرآن وأهله الّذين كانوا يعملون به في الدّنيا تتقدّمه سورة البقرة وآل عمران تحاجّان عن صاحبهما” رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” رواه الترمذي. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتَق ورتِّل كما كنتَ تُرتِّل في الدّنيا، فإنّ منزلتَك عند آخر آية تقرؤها” رواه أبو داود والترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”الّذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السَّفَرة الكِرام البَررة، والّذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاقّ له أجران” رواه البخاري ومسلم. ومن أفعال الخير والبْرّ الّتي يتقرَّب بها الصّائم إلى الله عزّ وحلّ: التصدّق على الفقراء والمحتاجين وتفطير الصّائمين، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجر الصّائم شيئًا”. ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأسوة الحسنة، فقد كان أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان ”فلرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الرّيح المُرسلة” أخرجه البخاري ومسلم. وكذلك الدّعاء، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ لكلّ مسلم في كلّ يوم وليلة –يعني في رمضان- دعوةً مستجابة”، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أفطر قال: ”ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”. وغير ذلك من أفعال الخير والبرّ كبِرِّ الوالدين وصلة الرّحم وحُسن الخُلق، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”الصّيام جُنّة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقُل إنّي صائم” أخرجه البخاري ومسلم، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن لم يَدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه” أخرجه البخاري. والله أعلم. شخص جامع زوجته في نهار رمضان فماذا عليه؟ @ على المسلم العاقل أن يحذر ممّا يوقعه في الإثم والمعصية، وأن يتجنّب خطوات الشّيطان حتّى لا يقع فيما حرّم الله تعالى عليه، خاصة في هذا الشّهر المبارك. فينبغي للمسلم أن يستغلّ أيّامه ولياليه المباركات في عبادة الله تعالى وتقواه، ولابدّ أن يعلم أنّ من مفسدات الصّوم الجماع، فمتى جامع الصّائم في نهار رمضان بطل صومه، وعليه الاستمرار في الصّيام بقيّة يومه، وعليه التوبة إلى الله والاستغفار والنّدم على فعله وعقد العزم على عدم معاودة ذلك، وعليه قضاء ذلك اليوم، مع الكفّارة المغلّظة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا. وعلى الصّائم الّذي لا يملك إربه ونفسَه، أن يتجنّب ما قد يؤدّي إلى الجماع من ضمٍّ وتقبيل أو مباشرة، فذلك أسلَم لدينه ودين زوجته. كما أنّ إنزال المني يقظة باستمناء أو مداعبة من مفسدات الصّوم، وعلى فاعله القضاء والكفّارة. والله أعلم.