كيف يحقّق الصّائم العبودية التّامة لله تعالى بصيامه في أيّام الصّيف الحارّة والطّويلة؟ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه”، فالله تعالى يغفر ذنوب الصّائم الّذي يؤمن بالله، ويعتقد أنّ الله خلقَه لعبادته، والصّوم عبادة يتقرَّب بها إليه عزّ وجلّ محتسبًا الأجر عنده والثّواب عليها يوم القيامة.وكلّما كانت العبادة أشقّ كانت أدعى إلى الصّبر، والله يوفّي الصّابرين أجرهم بغير حساب، والأجر بقدر المشقّة، لهذا على الصّائم أن يصبر وأن يحتسب وان يستغلّ أيّام رمضان ولياليه أحسن استغلال، وما هي إلاّ أيّام وتمضي كسرعة البَرق والفائز مَن وفّقه الله إلى اغتنامها، والخاسر الشّقي مَن حرمه الله خيرَها وفضلَها.روى البخاري ومسلم واللّفظ له أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلاّ باعد الله بذلك اليوم وجهَه عن النّار سبعين خريفًا”، وصحّ أيضًا: ”لخَلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك” أخرجه البخاري ومسلم، روى الترمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ثلاثة لا تُردّ دعوتهم: الصّائم حتّى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم”.فينبغي للصّائم الإكثار من أعمال البِرّ والخير، من ذلك: الصّدقة، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم في الصّحيح: ”اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة”، وقال: ”الصّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النّار”، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”صنائع المعروف تقي مصارع السّوء، وصدقة السِّرِّ تطفئ غضب الرّبّ، وصلة الرّحم تزيد في العمر”.وكذلك الإكثار من تلاوة القرآن، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم:”مَن قرأ حرفًا من كتاب الله كان له به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” رواه البخاري. وكذلك ذِكر الله تعالى والدّعاء، فالصّائم له دعوة مستجابة في كل يوم وليلة من رمضان. وفّقنا الله جميعًا لمرضاته. آمين. هناك أشخاص يتسحّرون بعد صلاة التّراويح، فهل ذلك هو السّحور المطلوب؟ - وقت السّحور هو قبيل طلوع الفجر، قال تعالى: ”وبالأسحار هم يستغفرون”، والبركة المرجوّة من أكلة السَّحور تُنال بتناولها في وقتها، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”تسحَّروا فإنّ في السّحور بركة” رواه البخاري ومسلم، وقد رغَّب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في تأخير السّحور في قوله: ”لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطور وأخّروا السّحور” أخرجه البخاري ومسلم. والله أعلَم. شخص أفطر عمدًا حينما كان شابًا، وهو الآن نادم، فكيف يكفِّر عن ذلك؟ - انتهاك حُرمة رمضان من كبائر الذنوب، ويجب على مَن فعلها التّوبة مع الكفّارة والقضاء، وعلى المؤمن أن يُعظِّم شعائر الله، وأن لا ينتهك حرماته أو يتعدّى حدوده، وقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ”مَن أفطر يومًا من رمضان عامدًا بلا عُذر لم يقضه صيام الدّهر وإن صامه”. والله المستعان.