الأحزاب الإسلامية تعلن مقاطعة جلسات المصالحة الوطنية يبدو أن خطاب وزير الدفاع المصري الفريق الأول عبد الفتاح السيسي، عمق هوة الخلاف بين المؤيدين والمعارضين لشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك على خلفية دعوة السيسي “شرفاء مصر” للنزول إلى الميادين غدا الجمعة لمنح الجيش “تفويضا شعبيا لمواجهة العنف والإرهاب“، وبينما رحبت حركة “تمرد” بالدعوة ودعت المنتسبين لها إلى الخروج عبر القطر المصري، رأت جماعة الإخوان في دعوة وزير الدفاع النائب الأول لرئيس الوزراء “تحريضا ودعوة صريحة لحرب أهلية”. كان السيسي قال في كلمة ألقاها في ذكرى الاحتفالات بثورة 23 جويلية خلال تخرج دفعات طلبة الكليات العسكرية أن طلب “التفويض الشعبي لدعم الجيش لا يعني التراجع عن المسار السياسي”، مؤكدا أن خطة الطريق التي أعلن عنها في 30 جوان مستمرة ولا حياد عنها، في إشارة إلى استمرار جلسات الحوار الوطني التي دعت إليها رئاسة الجمهورية، “هذا ليس معناه أني أريد عنفا أو إرهابا لأنه توجد دعوة للمصالحة الوطنية طرحت، واليوم يوجد لقاء في الرئاسة لكل القوى السياسية والدينية في الدولة ليجد كل المصريين صيغة للحوار”. وقد تباينت المواقف والقراءات لخطاب السيسي الذي بات يُنظر له على أنه الحاكم الفعلي في مصر، إذ قال حسن شاهين المتحدث باسم حركة “تمرد” الداعمة لعزل محمد مرسي، إن “دعوة القوات المسلحة للاحتشاد لدعمها في مواجهة الإرهاب، أمر نابع من دورها الوطني في مواجهة الأزمة التي تمر بها البلاد خلال المرحلة الأخيرة”، مؤكدا أن حرص قيادة الجيش على الحصول على الموافقة الشعبية دليل احترام رغبة الشعب المصري، “القوات المسلحة إن استخدمت الحل الأمني من البداية كان سيخرج نشطاء من المحسوبين على الثورة ينادون بحقوق الإنسان ويعود الهتاف القديم يسقط حكم العسكر”، معتبرا في سياق حديثه أن “الحل الأمني أصبح واجبا في مواجهة جماعة تقتل الأبرياء يوميا”، وهو ذات موقف جبهة الإنقاذ الوطني التي رحبت بدعوة وزير الدفاع، مؤكدة في بيانها الصادر أمس أن الاستجابة ستفوق مظاهرات 30 جوان للتأكيد على دعم الشعب المصري للقوات المسلحة. من جهته، اعتبر سمير الوسيمي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أن ما جاء في كلمة عبد الفتاح السيسي محاولة لضمان “غطاء شعبي”، في إشارة إلى ان “الانقلابيين أحسوا واستشعروا خطورة الموقف بما لا يدع مجالا للشك بأنهم فشلوا في الانقلاب”، أما القيادي في الحزب الإخواني عصام العريان، فاعتبر بدوره أن خطاب السيسي حمل نبرة تحريضية ضد الإسلاميين واصفا إياهم بالإرهابيين، وقال العريان على صفحته على موقع فيسبوك “تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر”، ووصف السيسي بأنه “قائد انقلابي يقتل النساء والأطفال والركع السجود”. وعلى الصعيد أعلنت الاحزاب الإسلامية مقاطعتها لجلسات الحوار والمصالحة الوطنية، إذ أكد حزب مصر القوية الذي يتزعمه عبد المنعم أبو الفتوح أن عدم المشاركة بسبب تجاهل مؤسسة الرئاسة للاستفسارات التي تقدم بها الحزب، وأوضح أحمد إمام المتحدث باسم “مصر القوية” في بيان للحزب، أنه بالرغم من التصريحات شبه اليومية للرئاسة عن أن مسار المصالحة يسير في الطريق الصحيح، إلا أنه على أرض الواقع هناك إقصاء لقوى سياسية من التيار الإسلامي.