يطلق على كلّ ما يحمد من أنواع الخير والشّرف والجود والعطاء والإنفاق. وقد سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مَن أكرم النّاس؟ قال: “أتقاهم لله”. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: “فأكرم النّاس يوسف نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن خليل الله” رواه البخاري. فالرّسول صلّى الله عليه وسلّم وصف سيّدنا يوسف عليه السّلام بالكرم لأنّه اجتمع له شرف النّبوة والعلم والجمال والعفّة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدّنيا والدّين، وهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي. من صفات الله عزّ وجلّ أنّه الكريم، وهو كثير الخير، الجواد المعطي الّذي لا ينفد عطاؤه. كما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان أكرم النّاس شرفًا ونسبًا، وأجود النّاس وأكرمهم في العطاء والإنفاق، فقد أتاه رجل يطلب منه مالاً، فأعطاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غنمًا بين جبلين، فأخذها كلّها، ورجع إلى قومه، وقال لهم: أسْلِمُوا، فإنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم يُعطي عطاء مَن لا يخشى الفقر” رواه أحمد. كما تروي عنه أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها أنّهم ذبحوا شاة، ثمّ وزّعوها على الفقراء؛ فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم السيّدة عائشة: “ما بقي منها؟” فقالت: ما بقي إلاّ كتفها؛ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “بقي كلّها غير كتفها” رواه الترمذي. أي أنّ ما يتصدّق به الإنسان في سبيل الله هو الّذي يبقي يوم القيامة، ولا يفنى إلاّ ما استعمله في هذه الدّنيا، يقول صلّى الله عليه وسلّم: “ما نقص مال عبد من صدقة” رواه الترمذي. وثواب الجود والإنفاق عظيم، وقد رغَّبنا الله عزّ وجلّ فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم، قال الله تعالى: {مثلُ الّذين يُنْفِقون أموالَهُم في سبيل الله كمَثَل حَبَّة أنْبَتَت سَبْعُ سنابل في كلّ سنبلة مائةُ حبّة واللهُ يُضاعِف لمَن يشاء والله واسع عليم} البقرة: 261، وقال تعالى: {وما تنفقوا من خيرٍ يُوَفَّ إليكُم وأنتم لا تُظلمون} البقرة: 272، وقال تعالى: {الّذين يُنْفِقون أموالَهُم باللّيل والنّهار سِرًّا وعلانية فلَهُمُ أجرُهُم عند ربِّهم ولا خوفٌ عليْهِم ولا هُم يحزنون} البقرة: 274. فالكرم يُقرِّب من الجنّة ويبعد عن النّار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “السّخي قريبٌ من الله، قريب من الجنّة، قريب من النّاس، بعيد من النّار. والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنّة، بعيد من النّاس، قريب من النّار” رواه الترمذي.