كان المرحوم عبد القادر بهمان نموذجا للمدرّب الذي يحب عمله، والمدرّب الأكثر إشرافا على الأندية، والمدرب الذي كان يلقّب بالمنقذ، لأنه تمكّن من تحقيق الصعود من القسم الثاني إلى القسم الأول مع العديد من الأندية الجزائرية. ارتبط اسم المدرب بهمان بفريق نصر حسين داي الذي لعب له موسم 1969/1970، ثم انتقل إلى مساعدة المدرب جون سنيلا في نفس الفريق، ليصبح المدرب الرئيسي لهذا النادي الذي لمع تحت رايته، وأصبح من أحسن الفرق الجزائرية، والذي وصل تحت قيادته إلى الدور النهائي من كأس الجمهورية سنة 1982، حيث واجه فريق ديناميكية العاصمة في غياب أكثر من سبعة عناصر دولية للنصرية كماجر وڤندوز ومرزقان وغيرهم، وهو النهائي الذي خسره بنتيجة هدفين لواحد. ويعود للمدرّب عبد القادر بهمان الفضل في بروز عناصر دولية كانت تشكّل العمود الفقري للمنتخب الوطني في صورة مرزقان وماجر وڤندوز ولعزازي وآيت الحسين وغيرهم من النجوم . عاد بهمان بعد سنوات قضّاها في العاصمة إلى مسقط رأسه، حيث ساهم في عودة وداد تلمسان إلى حظيرة النخبة، ومعه حطّم الحارس محمد بسعود الرقم القياسي العالمي في بقاء شباكه نظيفة لمدة ثماني مباريات، ليعود إلى العاصمة، حيث حقق الصعود إلى القسم الوطني الأول على مرتين، الأولى مع اتحاد العاصمة والثانية مع نصر حسين داي. كما درّب اتحاد عين البيضاء وشباب بوقطب واتحادي بلعباس ومغنية، وأنهى مسيرته المظفرة بالعودة إلى فريقه وداد تلمسان سنة 2005 بطلب من رئيس النادي عبد الكريم يحلى، لكنه لم يلبث طويلا وانسحب ثم توقف نهائيا عن التدريب، حيث وهن عظمه واشتعل رأسه شيبا، ولم يعد قادرا على العودة إلى الميادين، فاشتد به المرض والفقر. وطلب بهمان، المدرّب الكبير الذي عاش بسيطا ومات فقيرا، ذات مرة من السلطات المحلية مساعدته على العلاج نظرا لتدهور وضعيته الاجتماعية، فقام والي ولاية تلمسان نوري عبد الوهاب على التكفل بإقامته بإحدى الحمامات المعدنية، لكن اشتد مرضه وأدخل مستشفى تلمسان عدة مرات، حتى حمل ذات مرة وهو في حالة غيبوبة، انتقل بعدها إلى الرفيق الأعلى في 5 أفريل 2006 عن عمر يناهز 72سنة.