أيد دعاة وأئمة تحذير وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الذي يدعو إلى الكف عن طلب الفتوى من غير علماء الجزائر، وأجمع هؤلاء عندما سألتهم “الخبر” حول هذا الموضوع إلى ضرورة الالتفاف على لجان الإفتاء الوطنية، مؤكدين أن كل بلد له مرجع، وكل مرجع من مراجع الأمة الإسلامية له واقع تاريخي في توريث الفقه الشرعي بغية ضمان وحدة كيان تلك البلاد. قال الشيخ المأمون القاسمي الحسني شيخ الزاوية القاسمية بالهامل، إنه مافتئ يدعو إلى الأخذ بفتاوى الأئمة ودعاتها لأن ما يترتب عن تلك الفتاوى التي يطلبها السائل الجزائري من قنوات فضائية مختلفة مضر بعقيدتنا وتخل بصحة عبادتنا، قائلا في اتصال ب “الخبر”: “نحن نعلم الآثار السيئة لتلك الفتاوى وما ينجم عنها من خلافات وصراعات وخصومات وما يترتب عنها من اضطرابات داخل الأسر والعائلات الجزائرية”. ويفترض نفس المتحدث أن يثق المواطن في علماء الأمة مشددا على ضرورة تحسيس الرأي العام بخطورة بعض هذه البرامج الدينية التي تعرضها القنوات، داعيا إلى تقدير دور لجان الإفتاء المنتشرة عبر الوطن ولافتا في الأخير بأنه ليس مع التعصب المذهبي “ونفهم سنة الاختلاف، ولكن عندما يسود مذهب فقهي معين يجب التمسك بمذهبنا المذهب المالكي أحد أركان مرجعيتنا الدينية وأحد أركان وحدتنا”. أما الشيخ جلول حجيمي الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، فقد قال إن المجتمع الجزائري ينتمي إلى المدرسة السنية الصحيحة على خلفية انتمائنا للمذهب المالكي، وعليه يقول الشيخ جلول في حديث ل “الخبر”: “الفتاوى تختلف من مذهب إسلامي إلى آخر خصوصا في قضايا التعبد، فالأخذ بفتاوى بلدان أخرى لا يسود فيها المذهب المالكي قد يثير خلطا في المجتمع وتشويشا في العبادة”. مشيرا إلى أن فتاوى المذاهب الإسلامية قد تكون صحيحة لكن المجتمع الجزائري يسير وفق رؤية فقهية معينة، وأضاف أن علماء الجزائر وأئمتها يحبون علماء الأمة الإسلامية ودعاتها لكن يحبون مرجعيتهم أكثر. أما الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين فيعتقد أن بعض الجزائريين عندما يستفسرون عبر قنوات فضائية يخطئون في الفتوى والسبب برأيه راجع إلى عدم فهم واستيعاب أصحاب هذه البرامج الدينية للغة الجزائريين الدارجة، فيسود اللغط والخلط مقترحا في تصريح ل“الخبر” اتباع مذهب كل الجزائريين وهو المذهب المالكي، ويعتقد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين أن اختلاف المذاهب يؤدي إلى اختلاف الفتاوى، داعيا إلى توحيد مصدر الفتوى لما يخدم مصلحة الجزائر ويزيد من تماسكها.