وزير الداخلية يكشف وجود قائمة سوداء بأسماء المثقفين المستهدفين كشف وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، عن وجود ”قائمة سوداء” بأسماء شخصيات سياسية وإعلامية ومن النخبة التونسية عموما مهددة بالموت من طرف السلفية الجهادية في تونس، متهما جماعة ”أنصار الشريعة” وزعيمها أبي عياض بمحاولة اغتياله شخصيا، الأمر الذي أعاد الحديث حول مدى خطورة الجماعات الجهادية في تونس، خاصة على خلفية اغتيال تسعة جنود في منطقة الشعانبي بولاية القصرين على الحدود مع الجزائر، والتي باتت معقلا للإرهابيين الفارين. وعلى الرغم من أن بيان جماعة ”أنصار الشريعة” نفى تورطه بأي شكل من الأشكال في مقتل المعارض محمد البراهمي والتأكيد على أن ”أنصار الشريعة تذكر أنها اختارت الدعوة إلى الله في هذه البلاد، ولا علاقة لها بما يحدث من صراع سياسي داخلي تحركه مصالح خفية من الشرق والغرب”، إلا أن المتابعين للشأن الأمني في تونس يؤكدون على أن السلفية الجهادية لا تقتصر على ”أنصار الشريعة”، في تأكيد على أن العملية الإرهابية التي راح ضحيتها تسعة جنود من توقيع جماعة ”أبو الفدا” المسمى كمال بن عربية، وهو إرهابي جزائري من عناصر تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي الفارين من شمال المالي عقب التدخل العسكري الفرنسي، حيث وجد رفقة مجموعة من أتباعه ملجأ في منطقة الشعانبي. وكانت مصادر أمنية أكدت أن الجيش الجزائري ألقى القبض على هذا الأخير، وتمكنت من الحصول منه على معلومات تفيد بوجود مجموعة جهادية بمنطقة الشعانبي قد تكون المسؤولة عن العملية الإرهابية، أول أمس، بولاية القصرين، ويتعلق الأمر بحوالي عشرين إرهابيا على صلة بكتيبة عقبة بن نافع الموالية لتنظيم القاعدة والمتمركزة في جبال الشعانبي، باعتبارها أعلى منطقة جبلية في تونس، يصعب التوغل فيها. من جانب آخر، ذكرت تقارير إخبارية أن التنسيق الأمني بين الجزائروتونس سمح لمصالح الأمن بتحديد قائمة بأسماء إرهابيين متورطين في العمل الإرهابي، ويتعلق الأمر بكل من خالد حمادي شايب، إسماعيل غريسي، محمود سعد حسين، عبد الغاني وحيشي، احمد بن احمد بكار، ومحمد العربي بن مسعود بن علي، على حد المعلومات التي تحصلت عليها مصالح الأمن الجزائرية من اعترافات الإرهابي المقبوض عليه كمال بن عربية. وتواجه تونس، اليوم، خطرا حقيقيا من انتشار جماعات الجهادية السلفية، إذ بالإضافة إلى جماعة ”أنصار الشريعة” التي المنتشرة في المدن الكبرى تحت غطاء الدعوة إلى نهج السلف الصالح، على حد قول زعيمها الفار سيف الله بن حسين الملقب بأبي عياض، وهو أحد تلاميذ مفكري تنظيم القاعدة الإرهابي أبو قتادة، كما كان ضمن الأفغان العرب الذين شاركوا في حرب أفغانستان قبل أن يصبح مطلوبا من طرف العديد من أجهزة الأمن في كل من بريطانيا، تركيا وتونس، إلى أن تم القبض عليه في اسطنبول وتسليمه للسلطات التونسية، ومن ثمة الاستفادة من العفو الشامل عقب الثورة. وشكل خروج أبو عياض من السجن نقلة في خطاب السلفية الجهادية في تونس، على اعتبار أن المعارضة العلمانية باتت تتهم تواطؤ الحكومة التي يرأسها حزب النهضة الإسلامي من خلال محاباة السلفيين، الأمر الذي ساهم في خلق حالة من الانفلات الأمني، اضطرت أبو عياض إلى الفرار على خلفية عمليات إرهابية استهدفت الجيش التونسي. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن أبو عياض وجد الحماية لدى السلفيين المتمركزين في منطقة الشعانبي الجبلية، وفي مقدمتهم كتيبة ”عقبة بن نافع” وجماعات أخرى قادمة من شمال مالي، في تأكيد على أن المنطقة باتت معقلا للإرهابيين، الذين استفادوا من الترسانة العسكرية التي أفرزتها الأوضاع في ليبيا. ومع أن أعداد هذه الجماعات لا يتجاوز عشرين شخصا لكل جماعة في أحسن الأحوال، إلا أن تهديدها للأمن التونسي لا يقل خطورة، بالنظر لقدرتها على التحصن في المنطقة الجبلية والصمود.