من منّا لا يعرف الأسطورة البرازيلية “زيكو”، إنّه من روائع بلاد السامبا وأحد عباقرتها الكروية، عُرف زيكو بلقب “بيلي الأبيض”، وبالرّغم من انزعاجه من هذه التسمية إلا أنّها بقيت ملتصقة به حتّى آخر مشواره. آرثر أنطونيس كوامبرا الملقّب ب«زيكو”، من مواليد 3 مارس 1953 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، بدأ ممارسته الكرة داخل القاعات المغطاة والملاعب الحقيقية، وفيها تعلّم المبادئ الأولى لفنّيات الكرة، حيث يتطلّب اللعب فيها امتلاك مهارات عالية وتحكّما كبيرا. وفي سنّ الرابعة عشرة، انضمّ إلى مدرسة كرة القدم التابعة لنادي فلامينغو، وكان حلم الفتى الأول هو اللعب في صفوف الفريق الأول، غير أنّه كان يفكّر دوما في بنيته النحيفة وافتقاره القوّة البدنية التي رأى فيها العائق الأول أمام تحقيق حلمه برغم امتلاكه الموهبة والفنّيات العالية، لكنّه سرعان ما حقّق حلمه وانضمّ للفريق الأول. وفي عام 1976، حقّق زيكو أرقاما خيالية، حيث سجّل 63 هدفا في 70 مباراة، وفي العام الموالي لعب 56 مباراة وسجّل 48 هدفا، فبرز كأفضل الهدافين في البطولة البرازيلية وواحد من أروع المراوغين كذلك. لم يتوقّف نادي فلامينغو عن حصد الألقاب إلاّ في موسمي 1983/1984 و1984/1985، عندما التحق نجمه المدلّل زيكو بنادي أودينيزي الإيطالي، وساهم في جعل هذا النادي المغمور قوّة ضاربة في سماء الكالتشيو. أما بصحبة المنتخب البرازيلي، فقد شارك زيكو في ثلاثة نهائيات لكأس العالم، وكان ذلك في دورات الأرجنتين 1978 وإسبانيا 1982 والمكسيك 1986، وقد حاز المرتبة الثالثة خلال أولى مشاركاته في كأس العالم. عاش زيكو سنة 1986 تجربة قاسية مع السيليساو، عندما خرج من الدور ربع النهائي على يد المنتخب الفرنسي بالضربات الترجيحية، إذ لم يكن آنذاك في قمّة لياقته البدنية، خاصّة بعد أن تعرّض لإصابة بليغة أبعدته طويلاً عن المنافسات، وأهدر ركلة جزاء حاسمة خلال تلك المباراة الغريبة أمام براعة الحارس الفرنسي جو ويل باتس التي أضاع فيها كل من ميشال بلاتيني وسقراط ركلتين ترجيحيتين. وقد واصل بعد ذلك زيكو مسيرته مع فلامينغو حتى سنة 1990، ثمّ ساهم في مشروع تأهيل كرة القدم والزيادة من شعبيتها داخل اليابان، حيث لعب من 1991 وحتى 1994، وكان قدوة لعدد كبير من اللاّعبين داخل الملعب وخارجه. كثيرة هي الأحداث التي عاشها هذا اللاعب، وكثيرة أيضاً هي الكؤوس والألقاب التي حملها، وقد أكّد النجم البرازيلي السابق في نهاية مسيرته أنّه يرغب في أن يبقى اسمه مرتبطاً بذلك “اللاعب الذي أحبّ كرة القدم، ومارسها بكثير من الجدّية والرغبة في التطور، ذلك اللاعب الذي يتمتّع بالروح الرياضية ويتحلّى بأخلاق اللعب النظيف، وهو الذي تفانى قلباً وقالباً في خدمة كرة القدم”. بعد اعتزاله تولّى زيكو تدريب عدّة منتخبات وفرق منها المنتخب الياباني وفريق فنرباتشي التركي وفريق سيسكا موسكو الروسي، بعدها أصبح المدير الفني للمنتخب العراقي.