التدريب مهنة صعبة وبحاجة إلى خبرة كبيرة في عالم كرة القدم من أجل خوض هذه التجربة. والخبرة عادة تأتي من ممارسة كرة القدم كلاعب، ومن ثم التحول للتدريب بعد الاعتزال. لكن هناك بعض المدربين الذين نجحوا دون أن يمارسوا كرة القدم على المستوى الاحترافي أبداً . في الولاياتالمتحدة في عام 1994 وجّه كارلوس ألبرتو باريرا ضربة قوية لجميع نظريات كرة القدم، التي تؤكد أهمية وقوة الماضي الاحترافي للمدرب، وحتمية ممارسته لكرة القدم في مستواها الأعلى، فقد نجح باريرا في قيادة البرازيل للفوز بكأس العالم لكرة القدم لأول مرة منذ عهد بيلي. وفي هذا التقرير نرصدهم .
أحدث المدربين الناجحين الذين لم يمارسوا كرة القدم من قبل، حيث تعاقد معه البلوز تشيلسي قبل أيام بعد أن حقق المدرب البرتغالي وتلميذ جوزيه مورينيو صاحب (33 عاماً)، إنجازات كبيرة مع بورتو، محققاً رباعية الدوري والكأس المحليين، واليوروبا ليغ وكأس السوبر البرتغالية . بعد تتويجه مع فريقه بورتو البرتغالي بلقب الدوري الأوروبي لموسم 2010 \ 2011 وفوزه على خصمه البرتغالي الآخر سبورتينغ براغا بنتيجة هدف نظيف، أصبح أندري فيلاس بواس أصغر مدرب يفوز بلقب أوروبي على الإطلاق. الشاب البرتغالي صاحب 33 عاما و213 يوم، حطم رقما قياسيا كان مسجلا باسم المدرب واللاعب الإيطالي السابق جيانلوكا فيالي، الذي كان فاز مع فريقه تشيلسي بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1998، وكان في سن ال33 و308 يوم .
بدايته مع عالم الساحرة المستديرة
بدأت علاقة فياس بواس بعالم الساحرة المستديرة سنة 1994 وعمره لم يتجاوز 1 6 سنة، ولم يدخل المستطيلات الخضراء لاعبا واعدا قادرا على بلوغ النجومية، بل كان مجرد شاب محب لكرة القدم، يحلم بدراسة التربية البدنية وبالاشتغال في عالم الرياضة المفضلة لديه. لكن الأمور بعد ذلك سارت على نحو مختلف تماما. وتزامنت هذه الفترة من حياة بواس مع إشراف المدرب الإنجليزي بوبي روبسون على الإدارة الفنية لفريق إف سي بورتو، الذي حقق معه لقب الدوري البرتغالي لمرتين. كما تزامنت مع وجود جوزي مورينيو كمترجم ضمن الجهاز الفني لكتيبة الدراغاو. وقد أحدث مجيئ الداهية روبسون ثورة عارمة في صفوف بورتو، وزاد من حماس العشاق والجماهير، بيد أن أندري فياس بواس لم يكن متفقا تماما مع خيارات المدرب الإنجليزي، إذ دأب منذ سنوات على الاحتفال بأهداف المهاجم البرتغالي دومينغوس، والذي كان أحد مهاجمي الفريق البرتغالي وقتها، ولم ير بواس أي سبب مقنع لترك رأس الحربة طويلا في دكة البدلاء منذ مجيئ روبسون، مما غيّر مسار حياة هذا الشاب اليافع .
2- كارلوس ألبرتو بيريرا (مدرب البرازيل): حمل مشعل التدريب من الكويت، وتُوج بطلا للعالم مع البرازيل
هو المدرب البرازيلي الشهير والحاصل على لقب كأس العالم (1994)، إلى جانب مشاركته في كأس العالم كمدرب في ست بطولات. كان بيريرا مدرباً للياقة البدنية في بداياته، وانطلقت مسيرته التدريبية من الكويت . كارلوس ألبرتو بيريرا مدرب كرة قدم عالمي من مواليد البرازيل 27 فيفري 1943، مدرب منتخب جنوب إفريقيا لكرة القدم، ومن المدربين القلائل الذين لم يبدأوا مسيرتهم كلاعبي كرة قدم . قاد بيريرا منتخب البرازيل لكرة القدم بالفوز بكأس العالم في مونديال 1994. وقاد منتخبات الكويت والإمارات والسعودية إلى نهائيات كأس العالم في السنوات 1982، 1990، 1998 على التوالي، وكان بيريرا حاضرا في دورات كأس الخليج مرتين، كانت الأولى مع منتخب الكويت لكرة القدم في كأس الخليج العربي لكرة القدم 1979، وأحرز فيها المركز الثاني، والأخرى مع منتخب الإمارات العربية المتحدة في الدورة الثامنة بالبحرين عام 1986، وحل فيها المنتخب في المركز الثاني . وعلى صعيد الأندية، قام بيريرا بتدريب العديد من الأندية المشهورة منها نادي فلامنكو البرازيلي (1975)، ونادي فالنسيا (1994)، ونادي ساو باولو (1996)، ونادي فنربتشي (1995).
3- أريغو ساكي (المدرب الإيطالي): انطلاقاته كانت من بارما... ميلان بوابته للنجومية والبرازيل حرمه من التاج العالمي
من أنجح المدربين الذين لم يلعبوا الكرة من قبل. بدأ مسيرته التدريبية في سن العشرين، وحقق لقبين أوروبيين مع الميلان، ووصل بالمنتخب الإيطالي لنهائي مونديال (1994). وُلد أريغو ساكّي بفوزينيانو بمقاطعة رافينا في 1 أفريل 1946، مدرب كرة قدم سابق، درب منتخب إيطاليا لكرة القدم بين عامي 1991 و1996 وقاده إلى نهائي كأس العالم 1994، لكنه خسر أمام منتخب البرازيل لكرة القدم بركلات الجزاء الترجيحية. برز ساكي مع نادي إيه سي ميلان، وكان قد دربه في عام 1987 وحقق معه الدوري الإيطالي في عام 1988، وفاز بدوري أبطال أوروبا مرتين عامي 1989 و1990، إلا أنه طُرد بعدها بسبب لعبه بمهاجم واحد فقط، وهو ما يضع حملا كبيرا على ماركو فان باستن في تسجيل الأهداف. وقبل الميلان، درب ساكي نادي بارما بين عامي 1985 و1987، كما درب نادي أتليتيكو مدريد في موسم 1998/1999، ثم عاد إلى تدريب نادي بارما في عام 2001. وبالإضافة إلى ما سبق، عمل ساكي مديرا فنيا في نادي ريال مدريد أثناء فترة تدريب واندرلي لكسومبورغو، لكنه طُرد بعد أن هزم ريال مدريد من برشلونة 0-3 في أرض ريال مدريد. 4- أفرام غرانت (مدرب تشيلسي السابق): الصهيوني حقق ما عجزت عنه كرة موطنه
انتهت مسيرته الكروية قبل أن تبدأ وهو في عمر (17)، بعد حادث أدى إلى كسر ساقه، حيث لم يعد قادراً بعدها على لعب كرة القدم. أشهر إنجازاته تدريبه لتشيلسي وإيصاله لنهائي دوري الأبطال، والحصول على لقب كأس إنجلترا مع بورتسموث. وُلد غرانت في 6 ماي 1955 في بتاح تكفا، هو مدرب كرة قدم صهيوني من أم يهودية عراقية. شغل بين الأعوام 2002 و2006 منصب مدرب منتخب الكيان الصهيوني لكرة القدم. عام 2006 انتقل غرانت إلى إنجلترا حيث عمل مديرا فنيا لنادي بورتسموث قبل أن يتم تعيينه مديرا لنادي تشلسي في جويلية 2007. وبعد انقضاء شهرين في سبتمبر 2007، عقب مغادرة جوزيه مورينيو، تم تعيين غرانت مدربا لنادي تشلسي، وتمت إقالته في نهاية موسم 2007/2008.
5- بريان كير (مدرب إيرلندي): تألق في الدوري الإيرلندي.. وساهم في تطوير منتخب جزر فارز
درب فريق سانت باتريكس الإيرلندي، وحصل معه على بطولتي دوري محلي، إلى جانب تحقيقه عدة إنجازات مع منتخبات الفئات السنية. ويعمل حالياً كمدرب لمنتخب جزر فارو.
6- سبستياو لازاروني.. مدرسة تدريبية بلا خبرة ميدانية!
يُعد سبستياو لازاروني أحد أهم الأسماء التي قدمتها البرازيل لعالم التدريب، حيث حقق نجاحات كبيرة قبل أن ينطلق إلى تدريب العديد من أندية ومنتخبات العالم. ورغم عدم ممارسته كرة القدم كلاعب إلا أنه ظهر كمدرب صاحب مدرسة تدريبية ونظريات تكتيكية، وكأن الموهبة التدريبية لا علاقة لها بتاريخ اللاعب الكروي. تمكن لازاروني المولود عام 1950 في ريو دي جانيرو، من قيادة فلامنغو وفاسكو دي جاما والحصول على بعض الألقاب المحلية قبل أن يتولى قيادة أندية عربيةو مثل الهلال والأهلي من السعودية والعربي الكويتي، وأندية باري وفيورنتينا من إيطاليا، فضلا عن فنربتشي وطرابزون من تركيا. كما جلس على مقعد الإدارة الفنية لمنتخب جامايكا عام 2005. وكانت أبرز محطاته قيادة البرازيل في كأس العالم 1990 في إيطاليا. وخلال هذه البطولة تفرد لازاروني بطريقة "الليبرو"، لكنه خرج على يد مارادونا ورفاقه في الدور ال 16 من البطولة. وطوال مسيرته مع البرازيل نجح في قيادتها لتحقيق الفوز في 21 مباراة والتعادل في 7، والهزيمة في مثلها.
جوك ستاين... عامل المناجم الذي منح السلتيك اللقب الأوروبي
وفي اسكتلندا يدين فريق سلتيك بكثير من إنجازاته للمدرب الشهير جوك ستاين، الذي بدأ حياته كعامل في مصنع للسجاد، ثم عامل في مناجم الفحم في اسكتلندا. ورغم عدم ممارسته كرة القدم تمكن من منح سلتيك اللقب الأوروبي على حساب إنتر ميلان في عام 1967، وحقق مع الفريق 11 بطولة دوري و11 كأسا، فضلا عن الصعود باسكتلندا الى نهائيات كأس العالم عام 1982. ويكفي أنه قدّم للعالم الموهبة التدريبية الكبيرة، والمتمثلة في السير أليكس فيرغسون، الذي عمل مساعدا له في بداية الثمانينيات. كما يبرز اسم ميرون بليبرغ أحد أشهر المدربين في الدوري الأسترالي، الذي حقق نجاحات مع أكثر من فريق، خاصة كوينزلاند رور.