تشهد أسرة كرة اليد الجزائرية، جدلا واسعا، إثر تعيين رضا زقيلي مدربا للمنتخب الوطني (أكابر ذكور)، وزادت درجة الجدل أكثر بسبب ارتباط هذا التعيين باقتراب موعد بطولة أمم إفريقيا القادمة، التي ستحتضنها الجزائر شهر جانفي القادم. في الوقت الذي كان متوقعا تعيين مدرب كبير محلي أو أجنبي يحمل شهادات عليا وله تجربة كبيرة مع المنتخبات الوطنية، للإشراف على “الخضر”، كما أنه في الوقت الذي كان منتظرا ترسيم قرار تعيين المدرب المخضرم لمنتخب عمان، إبراهيم بودرالي، فاجأت الاتحادية، برئاسة سعيد بوعمرة، أعضاء أسرة الكرة الصغيرة، بإعلانها إسناد العارضة الفنية في بطولة إفريقيا القادمة إلى المدرب رضا زقيلي، الذي يبقى، مع ذلك، أكثر المدربين تتويجا في البطولة الوطنية، من خلال إهدائه العديد من الألقاب الوطنية والقارية، إلى ناديه المجمع الرياضي البترولي. وليس تنقيصا من مؤهلات المدرب الجديد، إلا أن التحدي الإفريقي القادم المؤهل إلى مونديال قطر (2015)، يفرض اختيار مدرب في مكانة المدرب الفرنسي الذي يدرب المنتخب التونسي، حامل اللقب الإفريقي. كما أن احتضان الجزائر للموعد القادم، كان يتطلب الاستثمار في كل الفرص التي تمنح الجزائر أوراقا للتتويج باللقب القاري، الذي تفتقده منذ سنوات، خاصة وأن استضافة الجزائر لهذا الموعد يشكّل فرصة تكاد تكون استثنائية للجزائر للعودة إلى الواجهة القارية من بابها الواسع. وكان التسيير العشوائي للاتحاديات في السنوات الماضية، وراء تراجع مستوى الكرة الصغيرة الجزائرية، حيث أصبح منتخبا تونس ومصر يتناوبان على الصعود فوق أعلى منصة تتويج في دورات بطولة إفريقيا الأخيرة، في حين كانت الجزائر تكتفي بالمركز الثالث في أفضل الأحوال. كما أن الصراعات والحسابات الضيقة، رهنت اللعبة كليا وكشفت عمق الخلافات التي نقلها أصحابها إلى الاتحادية الدولية. وإلى جانب ذلك، فإن وزارة الشباب والرياضة أبدت استعدادها للاستثمار في المنتخب الوطني بعدما طوت صفحة خلافاتها مع الاتحادية الدولية، بعد رفض الاعتراف بانتخاب محمد عزيز درواز رئيسا للاتحادية، مثلما كان ينقل على لسان الوزير محمد تهمي، استعداده للتكفل بأجور المدربين الأجانب في حال الضرورة وفي حال أيضا ثبوت تحسن النتائج، مثلما هو معمول به مع منتخب كرة القدم، الذي يدربه، البوسني وحيد حاليلوزيتش. وباختيارها زقيلي مدربا جديدا ل “الخضر”، فإن الاتحادية وضعت نفسها في حرج وجعلها ملزمة بتحمّل تبعات قرارها، سواء نجح المدرب الجديد في مهمته القادمة أو فشل فيها. والواضح أن زقيلي أراد تحضير الجميع للفشل، إلا إذا كان المدرب يخفي وصفة خاصة في الفوز أو يريد جعل لاعبيه في وضع نفسي يبعدهم فيه عن الشعور بالغرور تفاديا لأي صدمة عند انطلاق البطولة، مطلع العام القادم، عندما صرح ل«الخبر” أنه لا يملك عصا سحرية لنيل التاج الإفريقي، غداة تعيينه مدربا ل “الخضر”.