أدانت محكمة الجنايات بتيزي وزو المتهم (و. أ. أحمد)، بالسجن المؤبد عقابا له بعد ذبح زميله في العمل وإصابة آخر بجروح على مستوى الرأس. تعود وقائع هذه الجريمة، حسب قرار الإحالة، لصباح يوم 23 ماي 2011، حيث أقدم المتهم (و. أ. أحمد) على زهق روح زميله في العمل بفناء الإقامة الجامعية ديدوش مراد بتيزي وزو، المرحوم رزقي جردي، بواسطة سكين حاد بعد ارتكابه جناية أخرى تمثلت في توجيه ضربات بواسطة مطرقة على الضحية الثانية في القضية، حمدي سعيد. وحسب الوثيقة نفسها فإن جردي رزقي قد تلقى ضربات عدة بالخنجر وتعرض للذبح، الأمر الذي دفع بغرفة الاتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو إلى توجيه للمتهم تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، لاسيما أنه قد صرح خلال مثوله الأول أمام الضبطية القضائية بأنه قد عزم على ارتكاب الجريمتين 24 ساعة قبل وقوعها. وأرجع المتهم خلال المحاكمة الجريمتين إلى ظروف نفسية وكذا عامل الاستفزاز الذي تعرض له من قبل الضحيتين اللذين كانا قد أساءا إليه مرارا، ما جعله يفكر في رد الاعتبار لنفسه. هذا الأمر فنده الضحية سعيد حمدي الذي أشار للمحكمة إلى أن المتهم كان ينطوي على نفسه ولا يشارك الضحيتين في الحديث معه. انعزال المتهم عن زملائه في العمل نقطة قد أشار إليها زملاؤه الذين تناوبوا للإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة. أحدهم أشار للمحكمة لمحاولته نزع الخنجر والمطرقة من يدي المتهم عندما كان في شجار مع الضحية، لكنه فشل في مسعاه، وكذا مشاهدته لطريقة توجيه المتهم ضربات بالخنجر إلى ظهر المرحوم الذي حاول الفرار. الشهود لم يوضحوا للمحكمة الطريقة التي استعملها الجاني في ذبح الضحية من الوريد إلى الوريد كونهم لم يشاهدوه لدى قدومه على فعله الحيواني. واستغرب دفاع الطرف المدني خلال مرافعته تقديم دفاع المتهم سؤالا احتياطيا لإعادة تكييف الجريمة من القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إلى الضرب المؤدي للوفاة دون قصد إحداثها، لاسيما أن أركان الجريمة متوفرة ونية القتل العمدي لا غبار عليها. أحد محامي الطرف المدني أشار إلى بسالة وجرأة الضحية الذي واجه لوحده المتهم الذي كان يحمل خنجرا ومطرقة لتفادي ارتكاب مجزرة بالإقامة الجامعية. واعتبر ممثل الحق العام ما أقدم على فعله المتهم جد خطير ملتمسا من المحكمة إصدار في حقه الحكم بالإعدام. وبعد الاستماع لمرافعة الدفاع قضت محكمة الجنايات بتيزي وزو بالسجن المؤبد في حق المتهم.