امتدت عمليات التهريب عبر الحدود لتشمل مواد إستراتيجية غير تلك المتمثلة في الوقود والتي خسرت الجزائر جراءها أموالا هامة من العملة الصعبة مقابل اقتنائها من دول أوروبية، ليمول بها بعد ذلك أسواق دول الجوار. فبعد النحاس من النفايات الحديدية وغير الحديدية المسروقة بالجزائر والمهربة إلى المغرب ليعاد تحويلها إلى مصانع أجنبية بالدولة الشقيقة إلى مواد أخرى تصدر إلى أوروبا، جاء الدور على مادة معدنية ثمينة هي الأخرى والمتمثلة في الرصاص الذي شرع المهربون في تسويقه إلى تونس. بالمقابل، تمكنت فرق الجمارك من تسجيل حادثة غريبة الأطوار أبطالها مهربون قاموا بجلب صقور مدربة لقنص الحبار الذي يصطاده أمراء الخليج المقربون إليهم في ولاية البيض بالجزائر. وأسرت مصادر موثوقة في تصريح ل “الخبر” عن قيام أعوان الفرقة المتنقلة للجمارك لأولاد ميمون التابعة لمفتشية أقسام الجمارك بتلمسان خلال هذا الأسبوع، بحجز سيارتين كانتا متوقفتين عند مدخل فتحة الطريق السيار شرق غرب، من نوع بيجو ورونو، كان على متنهما 10 صقور مدربة لاصطياد الحبار، مجهزة بجميع عتادها من أجهزة اتصالات لا سلكية وقفازين وخمس أوقية لتثبيت الصقور على الأيدي واجتناب جرحها وميزانين، وحتى أغطية لأعين الصقور ومجموعة من الأدوية والإبر الخاصة بالصقور وأجهزة إرسال واستقبال لا سلكية وأخرى لتحديد المواقع “جي بي ار أس”. للعلم، فإن هذا النوع من الطيور يمكن أن تصل قيمته إلى 20 ألف دولار في حالة القيام بتدريبها على عمليات الصيد، مقابل 7 آلاف دولار للصقور العادية. كما تمكنت أول أمس فرقة الجمارك لهنين التابعة لمفتشية الجمارك لتلمسان، من حجز سيارة محملة ب8 قناطير من الكوابل النحاسية المسروقة التي كانت ستهرب إلى المغرب، وتعد هذه العملية الثانية من نوعها في ظرف أقل من شهرين. من جهة أخرى، أكدت ذات المصادر قيام عناصر الفرقة المتنقلة للجمارك التابعة لمفتشية أقسام بئر العاتر والشريعة بتبسة ليلة أول أمس، من حجز شاحنة تجر خلفها قاطرة معبأة ب200 قنطار من الرصاص كانت موجهة على شكل صفائح للتهريب إلى تونس.