خلصت نتائج تحقيق الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء بشأن ملعب 5 جويلية، عقب وفاة مناصرين بعد انهيار جزء من المدرج 13 بتاريخ 21 سبتمبر الماضي، إلى ضرورة هدم كافة مدرجات الملعب بدء من الأسبوع المقبل، رغم أن الأساسات وجدت في وضع جيّد.يجري هذا في الوقت الذي صرح فيه وزير الشبيبة والرياضة، محمد تهمي، أن لجنة التحقيق لن تعاقب أي مسؤول، مستبعدا أن يحتضن الملعب نهائي كأس الجزائر لهذا الموسم. كشف وزير السكن والعمران والمدينة، عبد المجيد تبون، ل”الخبر” أن اجتماعا مغلّقا جمعه، أمس، بوزير الشبيبة والرياضة محمد تهمي، استعرضا خلاله التقرير النهائي الذّي أعده خبراء من الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء التابعة لوزارة السكن.وخلص التحقيق، حسب الوزير، إلى ضرورة هدم كافة المدرّجات وإعادة بناء أخرى وفقا لمعايير تراعى فيها الجودة والسلامة. وأوضح عبد المجيد تبون، أنّه رافق الوزير محمد تهمي، أمس، في زيارة إلى ملعب 5 جويلية للوقوف، ميدانيا، على النقاط التي أثارها تقرير لجنة الخبراء التابعين للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، واتفقا على تحديد الأسبوع المقبل موعدا للشروع في إجراءات تهديم المدرجات نظرا لهشاشتها. وقال الوزير في ذات السياق، إنّ إعادة تشييد مدرجات ملعب 5 جويلية سيمنح إلى شركتين أجنبيتين تملكان خبرة في الميدان، مشيرا إلى أن كافة الترتيبات قد سويت للانطلاق في عملها. كما ذكر وزير السكن على هامش زيارة عمل مشتركة مع وزير الشباب والرياضة إلى الملعب أن المنشأة قاعدتها قوية، حسب المختصين، لكن مع وجود اختلالات على مستوى المدرجات، خصوصا بنظام التزفيت المانع لتسرب المياه، وهو ما تسبب في إضعافها مع مرور الوقت. واستند تقرير هيئة مراقبة البناء على عينات من 120 نقطة بمختلف أرجاء مدرجات الملعب، وجرى إخضاعها للتحليل من أجل تحديد مدى صلابة القاعدة الرئيسية للإسمنت المسلح، فيما جاءت نتائجها “شبه متطابقة” مع مكتب الدراسات التركي الذي شارك في عملية التحليل. واعتبر عبد المجيد تبون أن استعمال المواد الحديثة للبناء تمكن من تحضير طبقات من الاسمنت المسلح بنفس سمك الطبقات القديمة (7 سم)، لكن بقدرة تحمل أقوى بعشرة أضعاف. فيما أشار ممثل المركز التقني الجزائري لمراقبة البناء، حسب تصريحات الوزير، إلى أن الدراسات لإنجاز الملعب التي تمت سنة 1968 تتماشى مع معايير الأمن والسلامة المعمول بها حاليا. بوداود: هدم وإعادة بناء المدرجات تتطلب ستة أشهر وفي المقابل، قال رئيس الهيئة الوطنية للخبراء والمهندسين المعماريين، عبد الحميد بوداود، أمس، ل”الخبر”، إنّ عملية هدم المدرجات وإعادة إنجازها، تقنيا، تتطلب ما لا يقل عن 6 أشهر، معللا كلامه بأن الهدم يعقبه إعداد بطاقة تقنية قبل الإنجاز، وهي عمليات متتالية. وحذّر المتحدث من تبعات عملية الهدم التي اعتبرها “عادية”، لكنّها نتجت عن استشارة جهة وحيدة، وهي هيئة الرقابة التقنية للبناء ولم تتوسّع إلى مكاتب دراسات أخرى لها الكثير مما تفيد به في هذه المسألة، مضيفا أن ملعب 5 جويلية يصنع “الاستثناء” نظرا ل”ضخامته”. وكان من الضروري إعادة فتح ما يسميه “الدفتر الصحي” للمعلب وإيجاد مواطن الخلل فيه، ومتابعة الرقابة التقنية كل 12 يوما. وعلمت “الخبر” من مصدر موثوق به، أن الشركة الصينية التي كلفت بنزع الكراسي من مدرجات ملعب 5 جويلية، لم تراع بناء أسطح المدرجات و”غلّفتها” بإسمنت دون مراعاتها لمعايير الجودة والسلامة. وأضاف ذات المصدر أن وزارة الشبيبة والرياضة كانت على علم بالقضية، لكنّها “تغاضت عنها لأسباب مجهولة”، إلى غاية أن توفي مناصران من إتحاد العاصمة بتاريخ 21 سبتمبر إثر انهيار جزء من المدرج 13. تهمي: “معاقبة المسؤولين مستبعدة “ من جهته، كشف وزير الشبيبة والرياضة محمد تهمي في تصريح ل”الخبر”، أن لجنة التحقيق في وفاة المناصرين في ملعب 5 جويلية أنهت عملها وسيتم الإعلان عن محتوى تقريرها في الأيام القادمة. لكن الوزير أجاب في رده على سؤال “الخبر” عن معاقبة المسؤولين، قائلا: “لا أفهم لماذا الانتهاء من التحقيق معناه معاقبة مسؤولين، هذه المسألة مستبعدة”، وتابع كلامه “منذ أيام سقط مركز تجاري في دولة أوربية وتوفي فيه العشرات، فهل يحمّل هنا العامل البشري هذه المأساة؟”. كما استعبد الوزير ل”الخبر” على هامش زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية غليزان، لعب نهائي كأس الجزائر في ملعب 5 جويلية، نظرا لكون أشغال إعادة تهيئته تتطلب مدة زمنية ستزيد عن موعد النهائي المحدد بتاريخ الفاتح ماي 2014، موضحا أنه لا يمكن استعجال الأشغال من أجل مباراة وتعريض حياة الآلاف من المناصرين للخطر. للإشارة، أحدث انهيار جزء من المدرج 13 من ملعب 5 جويلية ووفاة مناصرين إلى “زوبعة” كانت نتيجتها تدخل الوزير الأول عبد المالك سلال لسحب ترميمه من وزير الشباب والرياضة محمد تهمي، وتكليف وزير السكن عبد المجيد تبون بالملف، فيما اعتبرها تهمي في تصريح سابق ل”الخبر” أن المسألة عادية وعزاها إلى قلة إمكانات مصالحه.