الازدحام المروري بالعاصمة راجع إلى كثرة الحواجز الأمنية شدد الخبير الدولي في حركة السير في المدن الفرنسية، أوليفيي مازي، على ضرورة التقليص من استعمال السيارات الفردية في شوارع العاصمة، وكذا الحواجز الأمنية حيث اعتبرهما من بين الأسباب الرئيسية في الاختناق المروري في عاصمة الجزائر. واقترح أوليفيي مازي، خلال مداخلة حول “تحسين حركة السير الحضري في الجزائر العاصمة”، التي نظمت أمس بالمجلس الشعبي الولائي مع عدد من المختصين في المجال، وضع عدد أكبر من كاميرات المراقبة خصوصا عند مداخل المدينة لتجنب المراقبة التقليدية للسيارات من قبل المصالح المتخصصة، داعيا إلى “تكثيف وضع إشارات المرور الضوئية في مفترقات الطرق وإنجاز شبكات متطورة لمراقبة سيرها”. كما دعا المتحدث إلى إنجاز حظائر في مداخل العاصمة ليركن فيها الوافدون من باقي ولايات الوطن مركباتهم، مشيرا إلى استعمال هؤلاء لوسائل النقل الجماعي لاسيما في المناطق التي استفادت من وسائل النقل الحديثة كالميترو والترامواي”. وحث أيضا المشاركون في اليوم الدراسي حول حركة النقل في المدن، على ضرورة إعادة النظر في مخطط السير بالعاصمة الذي لم يراجع منذ 2004، مضيفين أن “إعادة هيكلة مؤسسات النقل الجماعي العمومي والخاص وإدماجها ضمن مخطط السير الجديد باتت حتمية”، كما أضاف المختصون أنه لا بد من “وضع دفتر شروط للنقل الجماعي يراعي راحة المسافرين”. وأكد مازي، الذي استعان في محاضرته ببعض النماذج الناجحة المطبقة في عدة دول أوروبية، على أهمية إعادة النظر في مخطط السير في العاصمة التي يعيش بها أكثر من 6 ملايين شخص، للتخلص من مشكل الاختناقات، مركزا على الإسراع في تبني سياسة لإنجاز حظائر جديدة بمعايير عالمية واتباع نظام دفع يحث أصحاب السيارات على ركنها في الحظائر بدل استعمالها في جميع تحركاتهم”. ودعا المشاركون في هذا اليوم السلطات العمومية إلى “التفكير الجاد في إبعاد الهيئات الإدارية من وسط المدينة بصفة تدريجية للتخفيف من حدة الاختناقات التي يتسبب فيها الإقبال الكبير للمواطنين على هذه الهيئات طوال اليوم وعلى مر أيام الأسبوع”. وحث هؤلاء المختصون، خلال هذا اللقاء، على “ضرورة الإسراع في إنجاز حظائر عملاقة للسيارات تستوعب أكبر عدد ممكن من المركبات على غرار كل من حظيرتي الرغاية وزرالدة”.