يحمل التقريرين السنويين الصادرين عن كل من منظمة ”مراسلون بلا حدود” ولجنة حماية الصحفيين صورة سوداء عما يتعرّض له من يفترض أنهم في السلطة الرابعة، حيث تم إحصاء ما مجموعه 282 صحفي بين قتيل وسجين، وهو رقم يوصف ب«الخطير”، على الرغم من الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية في سبيل تكريس فكرة سلامة الصحفيين ووضع حدّ لفكرة الإفلات من العقاب لمنتهي الحريات الإعلامية. نشرت الشبكة العالمية ”أيفقس” على موقعها الرسمي محتوى التقريرين، حيث حددت لجنة حماية الصحفيين في إحصائها السنوي 211 صحفي سجين بسبب عملهم، هذا فيما قدّمت منظمة ”مراسلون بلا حدود” أن 71 صحفياً قتلوا في عام 2013 أثناء تأدية مهامهم، حيث كان الإعلاميون القتلى من العاملين في الصحافة المكتوبة (37٪) والإذاعة (30٪) والتلفزيون (30٪)، ثم يأتي بعدهم العاملون في المواقع الإخبارية الإلكترونية (3٪). كما يشكل الذكور (96٪) الغالبية العظمى من الصحفيين الذين لقوا مصرعهم أثناء أداء مهامهم. ووجدت لجنة حماية الصحفيين أن تركيا وإيران والصين مجتمعةً مسؤولةٌ عن أكثر من نصف حالات الصحفيين السجناء في العالم في عام 2013، ما يجعل عام 2013، حسب اللجنة، ثاني أسوأ عام بعد عام 2012 حيث بلغ عدد الصحفيين السجناء 232 صحفي، وهذا على اعتبار أن عدد الصحفيين السجناء على مستوى العالم انخفض مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه يظل قريباً من الرقم القياسي. ونقلت شبكة ”أيفكس” عن كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة ”مراسلون بلا حدود”، قوله ”إن انخفاض عدد الصحفيين القتلى لم يرافقه للأسف الشديد أي تحسن في حالة حرية الإعلام. فأعداد عمليات خطف الصحفيين آخذة في الارتفاع بشكل مهول، في حين تزداد وتيرة الهجمات والتهديدات ضد الصحفيين”. وأضاف ديلوار ”يجب أن تكون مكافحة الإفلات من العقاب ضمن أولويات المجتمع الدولي، لاسيما وأننا نقف على بعد أيام فقط من الذكرى السابعة للقرار 1738 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين، بينما سُنّت نصوص دولية جديدة بهدف تعزيز الإجراءات التشريعية المعنية بالحماية”. وأفادت لجنة حماية الصحفيين في مضمون تقريرها بأنه لا ينبغي سجن الصحفيين بسبب قيامهم بعملهم. وقد أرسلت اللجنة رسائل إلى كل بلد يوجد فيها صحفيون سجناء، وذلك للإعراب عن انشغالها العميق من جراء هذا الأمر. وخلال السنة الماضية، أدت أنشطة المناصرة التي بذلتها لجنة حماية الصحفيين إلى الإفراج المبكر عن 39 صحفيا سجيناً على الأقل في جميع أنحاء العالم.