زكى المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي، بمجرد افتتاح أشغاله، عبد القادر بن صالح أمينا عاما للحزب لخمس سنوات خلفا لأحمد أويحيى، الذي استقال قبل عام بدواع يعتقد أن لها علاقة بترتيبات في السلطة، وبرغم الهدوء الذي ساد الأشغال، إلا أن ظل أحمد أويحيى كان حاضرا بقوة بين المؤتمرين، بدليل حجم الهتاف باسمه لما ذكر في معرض خطاب بن صالح. بدأ المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي، حاشدا مستقطبا لآلاف المؤتمرين وعشرات المدعوين من كبرى الأحزاب السياسية والمسؤولين في الدولة، كما تابعه حشد كبير من الإعلاميين والمهتمين، لكنه برغم ”الحشد” لم يكن في حجم ما استقطب من متابعين بما أن رهانه انتهى باكرا بتزكية عبد القادر بن صالح أمينا عاما برفع الأيدي بمجرد اختتام الفترة الصباحية للمؤتمر الذي ترأسه الوزير أبو عبد الله غلام الله )أكبر المؤتمرين سنا( في فندق الأوراسي بالعاصمة. ولم يكن بن صالح في الحقيقة إلا منافسا لنفسه بعدما انسحب كل المرشحين الباقين بمجرد افتتاح مؤتمر الأرندي، بينما سبقهم مرشحان آخران بشهور طويلة في قرار الانسحاب من السباق هما أبو بكر بن بوزيد وشريف رحماني، وكلاهما حضر المؤتمر بصفة مدعو فوق العادة بعدما ”كرّمهما” المؤتمر على هذه الخطوة بجعلهما من المرافقين لباقي المدعوين كالأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني ورئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس. واللافت أن بن بوزيد ورحماني يرفضان مبدأ الخوض أصلا في قصة ترشحهما ثم انسحابهما، فالوزير الأسبق الشريف رحماني قال ردا على سؤال ل”الخبر” حول سبب انسحابه من السباق: ”عام سعيد”، وقصد بالطبع رفض الخوض في حديث من هذا النوع. وأظهر المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي أن أحمد أويحيى ما زال يحظى بشعبية طاغية بين القواعد النضالية للتجمع، أمر أحرج عبد القادر بن صالح، الذي تبين أنه بعد عام من قيادة الحزب بالنيابة، لم يتمكن من تجاوز ”عقدة” أويحيى الذي وقف قرابة 1500 حاضر بين مؤتمر ومدعو هاتفين باسمه أثناء تقديم بن صالح التحية لمن صنعوا مجد الأرندي في أوقات سابقة، وشوهد في قاعة المؤتمر قياديون مؤسسون بينهم الجنرال المتقاعد محمد بتشين وزعيم الحركة التقويمية التي أطاحت بأويحيى يحيى ڤيدوم، وقادة سياسيون منهم لويزة حنون رئيسة حزب العمال وعبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين. وسارع بن صالح فور تزكيته لتجديد الدعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلا: ”سيكون وسيبقى إلى جانبه”. وقال إنه مطمئن بخصوص الرئاسيات المقبلة من منطلق إيمانه بأن ”الشرعية يجب أن تتحقق من خلال الصندوق والتنافس الشريف والقبول بقرار الشعب السيد”. وأعرب بن صالح في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عن أمله في أن تشهد الساحة السياسية خلال الحملة الانتخابية المقبلة ”تنوعا” في الأفكار والبرامج. وذكر بن صالح: ”إن التجمع ينتهز الفرصة السانحة لكي يؤكد على موقفه من الأخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويقول إنه كان وسيكون وسيبقى إلى جانبه وجاهز كامل الجاهزية لإتمام المسيرة التي اختارها والتزم بها منذ سنة 99 بوقوفه إلى جانبه”. ولمح بن صالح لغموض موقف حزبه قياسا لموقف الأفالان مثلا من الرئاسيات قائلا: ”التجمع ينأى بنفسه عن الأحكام والمواقف التي يمكن تصنيفها ضمن السياسة الاستعجالية ويدعو إلى التعاطي مع الواقع بروية وموضوعية مراعيا المصلحة العليا للبلاد واستقرارها”. وقد حاولت الناطقة الرسمية للحزب نوارة جعفر، رفع الغموض عن بعض القضايا التي بدا خطاب التجمع غير واضح فيها، وقالت في ندوة صحفية أن ”التجمع يريد المحافظة على استقرار البلاد وبالتالي يريد أن يستمر الرئيس بوتفليقة في بناء الوطن وفي المحافظة على استقراره لاسيما في الظروف التي تعيشها بعض دول الجوار والعالم العربي”. كما أكدت أن الحزب على ”أتم الجاهزية للقيام بحملة انتخابية إلى جانب الرئيس بوتفليقة وأنه يسير لمساندته”.