يستقبل عشية اليوم الوصيف وفاق سطيف رائد البطولة المحترفة اتحاد العاصمة، في قمة نارية من أجل كسب اللقب الرمزي للبطل الشتوي. وسيحاول أبناء المدرب خير الدين ماضوي والمدير الفني رابح سعدان إعادة سيناريو ديسمبر 2011، حينما هزم الوفاق الاتحاد بملعب الثامن ماي بسطيف بثلاثية مقابل هدفين، وفاز باللقب الشتوي بفارق الأهداف عن الاتحاد. وركز المدرب ماضوي في تحضيره للتشكيلة طيلة تدريبات الأسبوع على الجانبين النفسي والتكتيكي، خاصة أنه يريد الاستفادة من خدمات زي أزندو وعامر بوعزة لأول مرة منذ انتدابهما للوفاق، وهو ما سيمنح التشكيلة دافعا نفسيا هاما. ورغم غياب الرباعي بوكرية ولقرع وناجي والعقبي، إلا أن تشكيلة الوفاق ستدخل مكتملة لوجود البدائل الأساسية، حيث سيكون الرباعي زيتي وبن شادي وبن عبد الرحمن ودمو في خط الدفاع أمام الحارس خذايرية، مع تدعيم الوسط باللاعب الغابوني زي أزندو إلى جانب الثنائي دلهوم وقراوي، فيما ستتشكل القاطرة الهجومية بكل من جحنيط في صناعة اللعب والوافد الجديد بوعزة إلى جانب الجناح الطائر قورمي، وهي التشكيلة المثالية للوفاق. وفي الجهة المقابلة، تعرف تشكيلة الاتحاد العاصمي غيابات نوعية، بداية بصانع الألعاب لعموري جديات واللاعب الواعد زين الدين فرحات المعاقبين بالإضافة إلى قاسمي المصاب، فيما تم إعفاء سوقار لغيابه عن آخر حصتين تدريبين بسبب وفاة أحد أقاربه، فيما تم إبعاد الحارس الثاني معزوزي مقابل عودة منصوري كحارس ثان بعد زماموش وهذا كإجراء عقابي قرره الرئيس ربوح حداد نتيجة مطالبة الحارس السابق للمنتخب الأولمبي بالرفع من راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 40 مليون سنتيم، في حين أن زميله منصوري الذي يأتي خلفه كحارس ثالث يتقاضى 100 مليون شهريا. ويعول الاتحاد على مدربه الفرنسي فيلود الذي يعرف المنافس جيدا، باعتباره أشرف على الوفاق الموسم الماضي وتوج معه بلقب البطولة الوطنية، كما ينتظر انتفاضة مهاجمه عبد المالك زياية الذي سيواجه بدوره فريقه السابق لأول مرة منذ أن غادره سنة 2009 نحو اتحاد جدة، كما ستبقى المباراة خاصة أيضا بالنسبة لبن موسى وفهام بوعزة والعيفاوي الذين سيواجهون بدورهم فريقهم السابق. ويكفي الاتحاد تحقيق نقطة التعادل لإحراز اللقب الشتوي الأول من نوعه منذ 2005، وهي السنة التي عرفت آخر تتويج لأبناء سوسطارة باللقب الوطني، علما أن الفريقين تقابلا في نفس الظروف تقريبا قبل موسمين، لكن الوفاق خرج فائزا في مباراة قوية (3-2) ليتوج بلقب الشتاء بفارق الأهداف عن الاتحاد. وجها لوجه قائد وفاق سطيف مراد دلهوم ل “الخبر” “لا بديل عن الفوز ونعول على أنصارنا” أكد قائد وفاق سطيف مراد دلهوم أمس ل “الخبر” أن زملائه متحفزون للفوز بمباراة القمة هذا المساء أمام الرائد اتحاد العاصمة. وقال دلهوم “نحن متحفزون جيدا للفوز بهذه المباراة وإعادة سيناريو 2011. نحن نسعى لإنهاء مرحلة الذهاب في المرتبة الأولى ونيل اللقب الشتوي، وهو ما من شأنه أن يعطينا الثقة والعزيمة لمواصلة اللعب بنفس الوتيرة خلال مرحلة العودة والفوز أخيرا باللقب”. وبخصوص الفريق المنافس والقوة التي ظهر بها خلال مباريات البطولة الأخيرة، قال دلهوم “الاتحاد يعيش مرحلة من الاستقرار، وبالتالي فقد أصبح قويا ويحسن التفاوض في المباريات الصعبة، ومواجهة هذا المساء لها طابع خاص”. وعن تواجد المدرب فيلود على رأس العارضة الفنية للاتحاد ومعرفته الجيدة لعناصر الوفاق، رد دلهوم بالقول “صحيح أن المدرب فيلود يعرفنا جيدا، لكن العملية عكسية فنحن أيضا نعرف جيدا الخطط التكتيكية التي يلعب بها، وبالتالي فإن الأمور متساوية من هذا الجانب بين الفريقين”. ودعا قائد الوفاق أنصار فريقه إلى ضرورة التواجد بقوة عشية اليوم ومناصرته إلى آخر لحظات المباراة، واعدا إياهم بالفوز على الاتحاد والتتويج باللقب الشتوي. سطيف: ز. شارف جمال الدين شتّال لاعب اتحاد الجزائر “نقطة التعادل تكفينا” قال لاعب الوسط الهجومي لاتحاد الجزائر جمال الدين شتّال إن مواجهة وفاق سطيف بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف لا تخيفه، مضيفا أن فريقه سيلعب دون أي ضغط لأنه في المركز الريادي. قال اللاّعب الشاب الواعد لاتحاد الجزائر ل“الخبر” “إنها مجرّد مباراة في كرة القدم وليست معركة، ونحن نعرف منافسنا، ورغم أن المباراة تجري خارج قواعدنا، فإن ذلك لا يمنح الأفضلية لوفاق سطيف”، مضيفا “لدينا أفضلية على منافسنا وهو احتلالنا للمركز الريادي في الوقت الحالي، ونحن نريد إنهاء مرحلة الذهاب من المنافسة في ثوب البطل الشتوي ولن ندخر أي جهد لتحقيق ذلك”. وحسب اللاّعب شتّال، فإن اتحاد الجزائر غير مطالب بتحقيق الفوز في سطيف، موضحا في هذا الشأن “وفاق سطيف سيلعب تحت الضغط لأنه مطالب بتحقيق الفوز لاعتلاء الصدارة، أما اتحاد الجزائر فتكفيه نقطة التعادل حتى يحافظ على مركزه الريادي ويتوّج باللّقب الشتوي، وطالما أن التعادل يكفينا فإننا سنلعب دون أي ضغط”. الجزائر: ب. سالم اللقب الشتوي مؤشر على التتويج باللقب النهائي ❊لم يعد التتويج باللقب الشتوي ذا طابع رمزي فقط بالنسبة للأندية الجزائرية، بل أصبح يتعدى ذلك بعد أن بات مؤشرا قويا على تحديد هوية بطل الموسم الكروي، كون أغلب الأندية التي أنهت مرحلة الذهاب في الريادة كانت هي التي تتوج باللقب في نهاية المطاف. وتعود آخر مرة لم يكن فيها بطل الشتاء هو ذاته بطل الموسم الكروي إلى موسم 2000-2001، عندما قلب فريق شباب بلوزداد الطاولة على نادي اتحاد العاصمة الذي كان بطل مرحلة الذهاب ويتقدمه بسبع نقاط كاملة، عندما حقق مشوارا دون خطأ خلال النصف الثاني من ذات الموسم بسلسلة من 15 مباراة دون انهزام تخللتها 10 انتصارات متتالية، وهي بالمناسبة أطول سلسلة انتصارات في تاريخ البطولة الوطنية ككل، ليتوج رفقاء علي موسى باللقب بفارق 7 نقاط عن بطل الشتاء اتحاد العاصمة، ومنذ ذلك التاريخ كانت كل الأندية المتوجة باللقب وهي اتحاد العاصمة (2002-2005) شبيبة القبائل (2004-2006-2008) وفاق سطيف (2007-2009-2012-2013) وجمعية الشلف (2011) قد توجت بلقب بطل الشتاء قبل ذلك. الجزائر: ك. شعيب أصداء من سطيف خصصت إدارة الوفاق منحة مغرية للاعبين في حال الفوز وتصل إلى 20 مليون سنتيم، وهو ما يدل على أن الإدارة لا تريد التفريط في نقاط هذه المواجهة، وبالتالي قضاء نهاية سنة هادئة في حال الفوز. فند رئيس الوفاق كل الأخبار التي أشارت إلى نية رئيس مجلس الإدارة أعراب تقديم استقالته، مؤكدا أن أعراب باق في منصبه وأن الوفاق لا يمكنه السير دون أعراب الذي قدم الكثير للوفاق، حسب تأكيدات الرئيس حمار. لا حديث في الشارع الرياضي السطايفي خلال اليومين الفارطين إلا عن مباراة القمة بين الوفاق والاتحاد، وعكس المباريات السابقة فإن الكثير من أنصار الكحلة يولون احتراما كبيرا للفريق الضيف، وذلك بالنظر إلى حالة الاستقرار التي يمر بها وكذلك احترافية مسيريه، إلى جانب تواجد المدرب فيلود على رأس العارضة الفنية للاتحاد وهو الذي يعرف جيدا بيت الوفاق. تزينت الشوارع الرئيسية لمدينة سطيف باللونين الأسود الأبيض خلال الأربع والعشرين ساعة الفارطة، وذلك استعدادا لهذه المباراة التي يُنتظر أن يحضرها جمهور قياسي لم يسبق أن احتل مدرجات الثامن ماي منذ انطلاقة بطولة هذا الموسم. زرع المدير الفني للوفاق رابح سعدان الشك في نفوس الأنصار بخصوص إشراك الثنائي الجديد بوعزة وزي أوندو كأساسيين عشية اليوم، وأكد سعدان أنه وضع ثلاث خطط تكتيكية سيختار منها واحدة، سيتبين على أساسها إن كان سيدخل هذا الثنائي من البداية أو سيجلسهما كرسي الاحتياط. اعتمدت إدارة الوفاق على نفس الأسعار الخاصة بتذاكر الدخول إلى الملعب، حيث حددتها ب300دج للمدرجات المغطاة و200دج للمدرجات المكشوفة، وذلك بهدف تشجيع أكبر عدد من الأنصار للتوافد على مدرجات الملعب، خاصة أن المباراة ستكون منقولة على المباشر على التلفزيون الجزائري. ستفتح شبابيك ملعب الثامن ماي مباشرة بعد منتصف النهار للسماح للأنصار باقتناء التذاكر، وستفتح الأبواب بعد ساعة من ذلك، وقد خصصت إدارة الملعب مدرجات المنعرج لأنصار الاتحاد، وهي المدرجات التي يمكنها استيعاب أكثر من ألفي مناصر. أكد رابح سعدان أن الفريق لا يمكنه اللعب على ثلاث جبهات، وأنه سيتفق مع إدارة الوفاق على ضرورة التضحية بأحد الأهداف، ويرجح أن الإدارة تفكر في التخلي عن المنافسة الإفريقية التي تبدو أكثر عناء وإرهاقا للاعبين. جمعها: ز. شارف