قال مغني “الراب” لطفي دوبل كانون في تصريح ل”الخبر”، إنه يتعرض لحصار حقيقي منذ إطلاق أغنيته “لطفي كلاش 2014”، واستهدافه بحملة لتشويه سمعته، مؤكدا أنه تم إلغاء عدة حفلات كان يعتزم إحياءها في الجزائر، كما مُنعت أغانيه من البث على التلفزيون والإذاعة. يبدو أن تداعيات أغنية “دوبل كانون” التي توجه نقدا لاذعا للوزير الأول عبد المالك سلال بدأت تظهر في الواقع، إذ تلقى ابن مدينة عنابة إشعارا بإلغاء مشاركته في عدة تظاهرات فنية بالعاصمة، وادي سوف ووهران وولايات أخرى “والإلغاء كان في وقت واحد وبدون مبرر مقنع”. وأشار مغني “الراب” إلى أن هذه الحفلات ليست من تنظيم وزارة الثقافة التي لم توجه إليه الدعوة للمشاركة في التظاهرات التي تشرف عليها منذ سنوات. وذكر صاحب أغنية “بلاد ميكي” أنه لم يتفاجأ للأمر، لأنه كان يتوقعه، مضيفا: “لم ألم منظمي الحفلات، لأن الأمر يتجاوزهم”. التلفزيون والإذاعة الوطنية أيضا دخلا على الخط، حسب لطفي، موضحا: “علمت من أصدقاء من داخل مبنيي شارع الشهداء أنهم تلقوا تعليمات بعدم بث أي أغنية أو برنامج يظهر فيه لطفي إلى إشعار غير معلوم”. لكن لم يظهر على لطفي تأثره بالقرار، وأوضح قائلا “هذه الأساليب ولت، فنحن في عصر الانترنت والوسائط المتعددة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال منعي عن جمهوري”. وبالعودة إلى كلمات الأغنية التي اعتبرتها بعض الأوساط محاولة من ابن مدينة عنابة المتمرد لتوجيه الأضواء إليه أو ركوب موجة “خالف تعرف”، أردف لطفي قائلا: “أنا مواطن جزائري وقد أبديت رأيي بصراحة، كما لكل شخص الحق في إبداء رأيه. لكن أرفض هذا الاتهام، لأني ملتزم دائما بمنهجي ولم أغير طريقي منذ بداية مسيرتي الفنية، أسلوبي هو نفسه من أغنية (الحكومة) إلى أغنية (لطفي كلاش 2014)”. مساندة من شمس الدين من جانب آخر، أكد لطفي أنه تلقى اتصالا من الشيخ شمس الدين الذي ورد اسمه في الأغنية، بعد أن أشار لطفي في حواره السابق مع “الخبر” إلى استغرابه لسكوت شمس الدين عن تصريحات لعبد المالك سلال التي تعرض فيها لأمور عقائدية، مضيفا: “شمس الدين قال إنه يساندني وبأني لم أخطئ فيما ذهبت إليه في كلمات الأغنية”. كما ذكر “دوبل كانون” أنه تلقى أيضا مساندة كبيرة من أصدقائه الفنانين بعد إطلاق أغنيته الأخيرة، غير أنه تحفظ عن ذكر أسمائهم حتى لا يسبب لهم مشاكل، “خاصة وأنني أتعرض في الفترة الأخيرة لحملة من أجل تشويه اسمي وسمعتي وإلصاق تهمة الخيانة والمساس بالدولة والتعامل مع جهات تسعى لإثارة الفوضى وجر الجزائر إلى ربيع عربي”. ترشح بوتفليقة غير مقبول تماما وتحدث مغني “الراب” عن العهدة الرابعة التي تتواصل حملة الترويج لها، وعلق قائلا: “إنسانيا، أتمنى الشفاء لرئيس الجمهورية وأدعو أن يستعيد عافيته، لكن ليس ليترشح لعهدة رابعة، لأن هذا غير مقبول بتاتا”. أما عن خياره السياسي بين المترشحين المحتملين للرئاسيات في الانتخابات القادمة، فذكر محدثنا أن الوضع تميزه الضبابية ولم يبد أي أحد نيته الصريحة في الترشح، “وبالنسبة لي، إذا اقتنعت ببرنامج أي مترشح ورأيت فيه الخيار الأفضل للبلاد، فلن أتوانى عن دعمه”، يقول لطفي. وعن مشاريعه في المستقبل المنظور، قال لطفي إنه لا توجد أغنية جديدة في الأفق القريب، غير أنه يحاول أن يكثف من نشاطه في المجال الخيري في هذه الفترة، إذ يعمل بالتنسيق مع جمعية جزائرية في كندا من أجل إطلاق حملة لفائدة الطلبة الجامعيين. وفي التفاصيل يقول لطفي: “الهدف من الحملة التي سنطلقها قريبا، هو تمكين مجموعة من الطلبة الجامعيين من الاستفادة من منحة جامعية للدراسة في إحدى الجامعات في كندا، أمريكا أو أوروبا، إذ يمكن لهؤلاء في جميع التخصصات إرسال كشف نقاطهم وسيتم اختيار 22 طالبا بالنظر إلى معدلاتهم”. يشار إلى أن كلمات الأغنية التي عنونها “دوبل كانون” ب«لطفي كلاش 2014”، توجه نقدا لاذعا للوزير الأول بسبب تصريحاته المثيرة للجدل في خرجاته الميدانية، أين يسخر في إحداها من الشعر والأدب ويخلط بين القرآن والشعر، وهو ما اعتبره “دوبل كانون” “مساسا بالدين الإسلامي”.