الصّحابية الجليلة درّة بنت أبي لهب، بنت عمّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم أبي لهب بن عبد المطلب، الهاشمية من المهاجرات. لها حديث واحد في المسند من رواية ابن عمّها الحارث بن نوفل. اعتنقت درّة الإسلام متحدّية أسرتها وبيئتها، وكانت من المهاجرات إلى المدينة المنوّرة. وقد كان إسلامها وفرارها من أبيها وأمّها إلى الهجرة مثارًا لإعجاب المسلمين، وكان أبواها يتعاونان على إلحاق الضرر بالرّسول عليه الصّلاة والسّلام وإيذائه، حيث كان أبو لهب يمشي وراء النّبيّ الكريم ويحذّر النّاس منه، وعندما يسمَع النّاس كلامه يقولون إذا كان هذا رأي عمّه فيه، فمَا يضرّنا أن نجافيه، ويتأذّى الرّسول لذلك. وأمّا أمّها أمّ جميل هي امرأة أبي لهب، فقد ناصبت العداء للرّسول حتّى إنّها كانت تضع الحسك والشّوك في طريقه عليه الصّلاة والسّلام. كما كان أخوها عتيبة يحاول إيذاء الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بكلّ الوسائل، بعد أن طلّق أمّ كلثوم بنت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وعندما نزلت سورة المسد، جَنّ جنون أبي لهب وامرأته أمّ جميل، فقالت لزوجها: إذًا ابن أخيك شاعر وقد هجاني، وأنا أيضًا شاعرة وسأهجوه. وكانت درة قد تزوّجت قبل الهجرة من الحارث بن نوفل بن عبد المطلب، وقد أنجبت له عقبة والوليد وأبا مسلم، وقتل عنها الحارث مشركًا في يوم بدر. وبعد أن دخلت الإسلام تقدّم لخطبتها الصّحابي دحية الكلبي وتمّ زواجهما. وقويت علاقتها بعائشة رضي اللّه عنهما، وقيل إنّها أخذت تكثر الدخول عليها لتأخذ منها العلم والفقه في دينها. توفيت السيّدة درة رضي اللّه عنها في سنة عشرين للّهجرة في خلافة سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه.