استوردت الجزائر أكثر 10 ملايين طن من الحبوب بمختلف أنواعها، خلال سنة 2013، بارتفاع طفيف عن سنة 2012، التي بلغت فيها مشتريات الجزائر 9.79 مليون طن، في وقت لم تنجح برامج الدعم الفلاحي المختلفة في رفع الإنتاج الوطني والتقليص من فاتورة الواردات التي تظل الأهم في المنطقة العربية بعد مصر. وبلغ إجمالي واردات الحبوب الجزائرية من حيث القيمة، أكثر من 3.16 ملايير دولار، سنة 2013، مقابل 3.18 مليار دولار، في 2012، أي بانخفاض قدره 0.6 بالمائة. ويعني هذا التراجع في الفاتورة مقابل الارتفاع في الكميات المستوردة، أن أسعار الحبوب في الأسواق الدولية سجلت تراجعا في سنة 2013 عنها في 2012. ويمثل القمح اللين حصة الأسد في فاتورة استيراد القمح، حيث بلغت قيمة مشترياته 2.121 مليار دولار، في 2013، مقابل 2.129 مليار دولار في 2012. ومن حيث الكمية 5.2 مليون طن في 2013 مقابل 4.73 مليون طن في 2012، بينما وصلت فاتورة القمح الصلب إلى 439 مليون دولار، منخفضة عن تلك المسجلة في 2012 ب666 مليون دولار، ومتراجعة أيضا من حيث الكمية التي بلغت 1.08 مليون طن في 2013، مقابل 1.6 مليون طن في 2012. ويعتبر القمح اللين من بين المحاصيل التي تعاني فيها الجزائر نقصا فادحا، بسبب عزوف الفلاحين عن هذا النوع الذي يتطلب كميات كبيرة من المياه ونوعية أراض خاصة، إلى جانب ضعف القدرة التخزينية للجزائر، ما يؤدي سنويا إلى إتلاف كميات معتبرة من الحبوب. واللافت في تقرير الديوان الوطني للإعلام والإحصائيات التابع للجمارك، الذي حصلت “الخبر” على نسخة منه، أن الجزائر عاودت استيراد بذور القمح بقيمة 86 ألف دولار، وبحجم 82 ألف طن، سنة 2013، في حين توقفت عن الاستيراد مؤقتا في سنة 2012، بسبب تخصيص كميات معتبرة من القمح لاستعمالها كبذور. من جانب آخر، ارتفعت الكميات المستوردة من الشعير إلى 500 ألف طن بقيمة 152 مليون دولار في 2013، مقابل 401 ألف طن بقيمة 113 مليون دولار في 2012. أما الذرة، فقد بلغت وارداتها 3.21 مليون طن بقيمة 942 مليون دولار، في 2013، مقابل 3.04 مليون طن بقيمة 942 مليون دولار في 2012. ويعزى هذا الارتفاع في استيراد الذرة إلى ازدياد الاستهلاك على المستوى المحلي لهذه المادة التي تستعمل كغذاء للحيوانات خاصة الدجاج. وتبقى فرنسا الممون الرئيسي بالقمح للسوق الجزائرية، حيث تشكل صادراها 52 بالمائة في القمح الصلب، وحوالي 40 بالمائة في القمح اللين. وتنطلق الصادرات الفرنسية من ميناء روان الذي ينشر دوريا حصيلة نشاطه، وتعد الجزائر أكبر زبائنه على الإطلاق، تليها باقي الدول الإفريقية التي تعاني ضعفا في إنتاج القمح، وعليه فإن قرابة نصف ما يستورد من القمح مصدره فرنسا، وخاصة القمح اللين.