سلم النظام السوري 4.1 في المائة فقط من ترسانته الكيميائية، أي أن أكثر من 95 في المائة منها لا تزال بقبضة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد انتهاء المدة الممهلة في 31 كانون الأول الماضي، ماذا يعني ذلك؟من الصعب استبعاد الانطباع بأن إيران وسوريا تلاعبتا بالولايات المتحدة الأميركية.بشار الأسد سمع تهديدات أوباما حول مغبة استخدام السلاح الكيميائي منذ صيف العام 2012، ولا زال يتلاعب مع أميركا في الوقت الذي يستمر فيه بقتل مواطنيه.بالنسبة لإيران فقد سمعت التصريحات المتتالية من أوباما حول إخضاع طهران للمزيد من العقوبات، في حال فشلت المحادثات في الأشهر الستة المقبلة، إلا أن مسؤولين إيرانيين كالعديد من الآخرين لا يؤمنون بأن أوباما مستعد لتنفيذ كل الخيارات في سبيل عدم حصول إيران على سلاح نووي.ولزيادة الأمر سوءا، صرح رئيس وكالة الأمن القومي الأميركي، جايمس كلابر، الأسبوع الماضي أمام مجلس الشيوخ الأميركي، بأن إيران تمكنت من تحقيق تقدم تقني في العديد من المجالات النووية بما فيها تخصيب اليورانيوم والمفاعلات النووية، وبعبارة أخرى فإن كلابر يعني أن ما يفصل إيران عن امتلاك سلاح نووي هو قرار سياسي فقط.يدا وزير الخارجية الأميركية جون كيري مقيدتان، باعتبار أن إدارة أوباما لن تلجأ إلى القوة العسكرية تحت أي ظرف كان، إلا أنه يتوجب على أميركا أن تبين لأعدائها بأنها لا تحتاج إلى القنابل لإظهار قوتها، بل عليها التذكير بأنها قادرة على اتخاذ إجراءات أبعد من الجلوس فقط بقاعات المؤتمرات بجنيف وغيرها.ويبدو ان إيران وسوريا ليستا فقط من يؤمن بأن أميركا لن تقوم باتخاذ خطوات عسكرية، بل أن المملكة العربية السعودية يظهر أنها توصلت إلى هذه الخلاصة أيضا، إلا أن الفرق هو كون الرياض حليفة لواشنطن فماذا سيرسل ذلك من إشارات للحلفاء؟على المفاوضين الأميركيين والإدارة الأميركية الظهور بمظهر جدي، بصورة تدفع الطرف الآخر من الطاولة للتفكير بنتائج الفشل في هذه المحادثات.على الرئيس الأميركي أن يمسح الصورة الضعيفة للولايات المتحدة، لا حاجة لإطلاق الصواريخ وشن حروب، ولكن هناك حاجة لإثبات أن أعداء أميركا لا يمكنهم التلاعب بها، وعلى أوباما أن يظهر أنه قادر على استخدام القوة في حالات الضرورة، وهو المبدأ الضروري الذي يساعد على انجاح الدبلوماسية.