الضربات المحدودة لأوباما تتحول إلى حرب مفتوحة بأمر الكونغرس حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعضاء الكونغرس على "التصويت بسرعة" من أجل منح تفويض لشن عمل عسكري ضد سوريا،وخلال لقاء زعماء الكونغرس في البيت الأبيض تعهد أوباما بأن تكون ضربته المقترحة ضد سوريا "محدودة" و"مركزة". لكن أعضاء بارزين في الكونغرس و على رأسهم جون ماكين يدعون إلى أن تكون الضربة الموجهة لسوريا قوية و صارمة، لا تكتفي بإعادة ميزان القوى بين الجيش النظامي السوري والمتمردين. لكن التعصب الأمريكي للحرب على سوريا لدى فريق الجمهوريين في الكونغرس بالخصوص، يميل نحو ترجيح كفة الحرب الواسعة الكبيرة و الشاملة التي تطيح في النهاية بنظام بشار الأسد و تضمن الاستقرار لإسرائيل، و قد عبر أعضاء بالكونغرس عن تأييدهم قرار الحرب على دمشق لكونها مصدر تهديد لأمن إسرائيل الحليف الطبيعي و الإستراتيجي لواشنطن في الشرق الأوسط. جهات أخرى رأت ذلك من تأثيرات اللوبي اليهودي في أمريكا على رأسه منظمة "إيباك" التي قالت صحيفة النيويورك تايمز إنها تسعى لدى النافذين الجمهوريين في الكونغرس لكي يتم التخلص نهائيا من نظام الأسد في سوريا، حتى و لو اقتضى الأمر مهادنة حليفته الكبرى إيران مصدر التهديد الآخر لإسرائيل من خلال التساهل معها بخصوص المحادثات حول برنامجها النووي. و يريد الصقور في واشنطن أن يبيعوا لطهران ميزة امتلاك السلاح النووي مقابل تخلي طهران عن نظام الأسد الذي يهدد مباشرة إسرائيل، و يعلن انه سيقوم بإحراق كامل المنطقة إذا تعرض للعدوان. و قالت المصادر القريبة من هؤلاء في شكل تحاليل عن مكاتب دراسات و لوبيات ضغط أن الأزمة السورية الحالية ببلوغها درجة التلويح بحرب جديدة في الشرق الأوسط ينبغي أن يتم استغلالها لتسوية المشكلة النووية الإيرانية. بينما تبقى الورقة الروسية رقما ثقيلا في معادلة صراع اقليمي ينحى ليكون ترديدا حديثا لتشنجات الحرب الباردة، فالدب الروسي لا يقبل بسهولة الخروج من المياه الدافئة إلى صقيع العزلة السيبيرية. وقال أوباما أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلدت بالعاصمة السويدية ستوكهولم خلال توجهه إلى قمة العشرين في سان بطرسبورغ الروسية إن المجتمع الدولي يجب ألا يبقى متفرجا على إستخدام السلاح الكيميائي في سورية. وأعرب عن ثقته بأن الكونغرس سيوافق على قراره بالتدخل العسكري في سورية، مشيرا مع ذلك الى أنه يحق له التحرك للدفاع عن مصالح الأمن القومي الامريكي حتى بدون موافقة المشرعين. من جانبه أكد رئيس الوزراء السويدي أن الأزمة السورية يجب أن تعالجها الأممالمتحدة، مشيرا الى أن النزاع بحاجة الى حل طويل الأمد.