دعا عبد المجيد مرداسي، السلطات، إلى ضرورة الإسراع في وضع الأرشيف في خدمة الباحثين الجزائريين، لتجنب الاشتغال على الأرشيف الموجود في فرنسا والموجّه أساسا لخدمة أغراض دعائية واستعمارية، والذي يعتبر حسب فؤاد سوفي بمثابة “أرشيف مصنوع من أجل الدولة الفرنسية، وليس من أجل الجزائريين”. ومن جهتها، عادت مليكة القورصو، لظروف عثورها على الرسالتين اللتين قامت مصالح المكتب الثاني الفرنسي بفبركتهما، والادعاء أن المجاهدة زهرة ظريف هي من كتبتهما. دعا المؤرخون والباحثون المشاركون في الندوة الفكرية حول تاريخ الثورة الجزائرية ورمزها، التي نظمها أول أمس، الديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة الأطلس بباب الوادي، إلى ضرورة التحري في الأرشيف الفرنسي الموجود بفرنسا، وبالأخص أرشيف المركز التاريخي للقوات البرية الفرنسية، وأرشيف إكس أونبروفانس، لما يحمله من وثائق مزورة قامت أجهزة الاستخبارات الفرنسية بفبركتها لضرب الثورة وخلق الفتنة بين المجاهدين. واعتبر أستاذ التاريخ بجامعة قسنطينة، عبد المجيد مرداسي، أنه حان الوقت لفتح الأرشيف الجزائري أمام الباحثين والطلبة. معتبرا أن الجزائريين لهم الحق في معرفة تاريخهم، داعيا العائلات الجزائرية التي بحوزتها أرشيف خاص بالثورة تسليمه لمراكز الأرشيف، بغية تجاوز حالة “خوصصة التاريخ” التي تعيشها الجزائر حاليا، بحكم ما وصفه الأستاذ عمر حاشي، “الخوف الذي يحذو الجزائريين من مراكز الأرشيف”. ومن جهتها، تحدّثت الأستاذة مليكة القورصو، عن المنهجية التي من المفروض أن يتبعها الباحث في التاريخ، حتى لا يقع في الفخاخ المنصوبة من قبل الأرشيف الفرنسي، واعتبرت أن عمل المؤرخ يجب أن يتحلى بمنهجية علمية صارمة، تجعله يتحرى المصداقية، ولا ينساق وراء العاطفة. وبالعودة إلى مكانة التاريخ في الجزائر اليوم، قال مرداسي: “نحن بحاجة ملحة لتعزيز الروابط الوطنية”. موضحا أن “الأرشيف موجه ليس لحماية النظام السياسي، بل لخدمة المعرفة”. وحسب مرداسي، فإن هذه المعرفة التاريخية موجهة “لتعزيز الروابط الوطنية”، وليس لخلق الانشقاق. ولدى تناوله الكلمة، دعا سليمان حاشي ضرورة توخي الحذر، وتحليل المصادر التاريخية لمعرفة المحتوى الحقيقي لكل وثيقة تاريخية.