إكتسب يوم التفاوض أهمية، ليس بسبب ما حصل داخل القاعة الرقم 16 في الطبقة الخامسة داخل الاممالمتحدة، بل بالدور الذي بدأته روسيا في جنيف، وكان أبرزه اللقاء الذي جمَع نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقرّ الأخير، ليخرج بعده الطرفان ويُعلنا النيّة في استمرار المفاوضات لإيجاد حلول للأزمة السورية.بعد لقاء دام ساعتين، قال المعلم: "تناولنا الموضوعات المطروحة في حوار جنيف، وهناك تفاهم مشترك على استمرار الحوار تنفيذاً لوثيقة "جنيف 1"، وأن يتمّ تناول هذه الوثيقة بنداً بنداً". غاتيلوف لم يضف كثيراً، وتبنّى الطرح السوري في معالجة بنود "جنيف 1" حسب تراتبية البيان. ووصف النقاش ب"البنّاء"، معتبراً أنّ "الارهاب مشكلة كبيرة لسوريا ولكلّ دول المنطقة".وكانت جلسة قبل الظهر قد انعقدت بعد لقاء جمع غاتيلوف بالإبراهيمي، وهو لقاء ساهم في اعادة الطرفين السوريين الى طاولة التفاوض في جلسة صباحية مشتركة ووحيدة.في هذا اللقاء، قدّم الوفد النظامي مجموعة أوراق فنَّدت "الوثائق التي قدّمها الائتلاف الثلثاء عن الاعمال الارهابية التي قام النظام بها وما زال يقوم"، وفي المقابل قدّم الائتلاف وثيقة تشرح وجهة نظره بآليات تشكيل الهيئة الانتقالية وعلاقتها بالمؤسسات السورية.واعتبرت الورقة، التي حصلت "الجمهورية" على نسخة منها، أنّ "عملية السلام لن تتقدم فقط بمشاركة الطرفين في مؤتمر جنيف، إنما أيضاً عبر تنفيذ الالتزامات القانونية المترتبة وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والتنفيذ الأمين للالتزامات القانونية والعامية في القانون الدولي الإنساني"، وأشارت الى أنّ "الغاية الرئيسة من مؤتمر "جنيف 2" هي تنفيذ بيان جنيف 30 حزيران 2012 كاملاً بدءاً بتشكيل هيئة حكم انتقالية تمارس كامل السلطات التنفيذية على كلّ وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها، بما فيها هيئات وأجهزة وفروع استخبارات، والجيش والقوات المسلحة، وقوات وأجهزة الأمن والشرطة بالتراضي التام (وفق ما جاء في قرار مجلس الأمن التابع للأم المتحدة رقم 2118 الصادر في العام 2013 في المادتين 16 و17 منه)".ورداً على هذه الورقة، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين: "لم نُصغِ الى بيان المعارضة لأنّه جاء خارج سياق جدول الاعمال الذي حُدِّد وفق بيان جنيف 1". واعتبر أنّ اعضاء وفد الائتلاف لا "يمثّلون (أحداً على) الارض"، متمنّياً التوصّل الى اتفاق على طريقة وقف الارهاب، لأنه يعتقد أنّ هذا البند "سيأخذ مزيداً من الوقت، وأيّ نقاش خارج هذا الاطار سيكون لصالح الازمة".وأوضحت ريما فليحان، المشاركة في وفد الائتلاف الى المفاوضات، ل"الجمهورية"، أنّه "في حال عقد اجتماع اليوم، سنقدّم ورقة تتضمّن الانتهاكات التي ارتَكبها النظام في حق المواطنين الذين فُكّ الحصار عنهم في حمص"، مشيرة إلى أن الانتهاكات تتمثّل ب"استهداف الفرق الانسانية والمحاصرين بالنيران، اضافة الى اعتقال المئات".وفي هذا السياق، ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنّ السلطات السورية اعتقت نحو ثلاثمئة رجل تتراوح أعمارهم بين ال15 وال55 من الاستجواب. وقالت ميليسا فليمنغ، الناطقة باسم المفوضية، إن العاملين في مجال الحماية التابعين للمفوضية و"اليونيسيف"، "يرصدون الاستجواب على رغم عدم اطّلاعهم على التحقيقات الفعلية".وأعلنت "أننا نحاول التأكد من خروج جميع المدنيّين الراغبين، ونبذل قصارى جهدنا في ظل الظروف الخطيرة الأكثر تعقيداً التي يمكن تخَيّلها، لضمان إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح". ووفقاً للأمم المتحدة، تمّ إجلاء نحو مئة مسنّ وثلاثمئة طفل تحت الثامنة عشرة وقرابة 500 شخص تتراوح أعمارهم بين ال18 وال55 ونحو 300 امرأة.وينتظر أن يعقد بعد ظهر اليوم اجتماع ثلاثي يضمّ الابراهيمي وغاتيلوف ونائبة وزير الخارجية الاميركي ويندي تشيرمان، قال عنه الابراهيمي في مؤتمره الصحافي الاخير إنّه "سنويّ ومقرر مسبقاً"، لكن يُنتظَر، في ظل تعثّر المفاوضات ومراوحتها، أن يقدّم دفعة الى الامام للطرفين السوريّين بهدف التوصّل الى نتائج ملموسة.