تتواصل اليوم الاربعاء بالعاصمة السويسرية جنيف جلسة المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة بالرغم من صعوبتها جراء إحتدام النقاش بين طرفي النزاع حول اولوية الحوار حسب ما أكده المبعوث الاممي والعربي للسلام في سوريا الاخضر الابراهيمي. وقد طالب وفد الحكومة السورية أمس بتبني قرار يدين واشنطن متهما اياها بتسليح "الارهابيين" فيما عرض خلالها وفد المعارضة تصوره للمرحلة الانتقالية. وبعد احتدام النقاش بين الطرفين أعلنت المتحدثة باسم الأممالمتحدة كورين مومال فانيان إلغاء الجلسة التي كانت مقررة بعد ظهر أمس الثلاثاء اليوم الخامس لمؤتمر "جنيف 2". وأكد المبعوث الدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن المفاوضات بين وفدي الحكومة والائتلاف خلال الجلسة الصباحية "صعبة ولم تحقق أي تقدم" وقال إن وجود ايران سيكون جيدا مؤكدا السعي الى التعامل معها مستقبلا كدولة مهمة في المنطقة. من جهته إعترض وفد الحكومة على القرار الأميركي بإرسال شحنة سلاح جديدة الى الجماعات المسلحة في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن الإدارة الاميركية "تريد إفشال المؤتمر من خلال قرارها إرسال السلاح الى المجموعات المسلحة" مضيفا أن "تقديم الاسلحة الى تلك المجموعات يتناقض مع مقررات جنيف 1". وقد وزع الوفد الحكومي فور انتهاء الجلسة الصباحية من جهته بيانا دعا فيه الى ادانة قرار أميركي ب"استئناف تسليح المجموعات الارهابية في سوريا". وكان تقرير لوكالة انباء "رويترز" افاد أمس ان الكونغرس الأميركي وافق في قرار سري على تمويل عمليات تسليم اسلحة الى الكتائب السورية "المعتدلة". كما أكدت من جهتها المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان العضو في الوفد الحكومي الى جنيف أنه بالرغم من تعثر النقاش بين الحكومة والمعارضة غير ان هذا الامر "لا يهدد المفاوضات" مؤكدة "لن نترك المحادثات". من جهتها قالت ممثلة المعارضة ريما فليحان أن الابراهيمي طلب في جلسة أمس "الدخول في النقاش السياسي وفي بيان جنيف 1 واليات تنفيذه وخصص قسم من الجلسة للتحدث عن القضايا الانسانية وخصوصا فك الحصار عن حمص". وذكرت ان فريقها قدم خلال الجلسة رؤيته "لسوريا المدنية التعددية الديمقراطية التي تضمن حق المواطنة والمساواة لكل ابنائها بغض النظر عن الجنس والدين والمذهب أو القومية أو الاتنية". أما روسيا التي تمثل اهم اطراف التي دفعت بعقد مفاوضات جنيف فقد قالت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أمس الثلاثاء أن المفاوضات في (جنيف- 2) "تسير بصعوبة" لأسباب عدة من ضمنها تصرفات بعض المشاركين في المفاوضات من وفد الائتلاف. كما دعا لافروف إلى ضرورة أن "تكون الخطوة الثانية التي تكتسي أهمية كبيرة من حيث المبدأ أن يتفق الطرفان السوريان على وثيقة وإعلان ما يضم المبادئ الأساسية التي يجب أن تقوم عليها الدولة السورية" مشيرا الى أن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الأبراهيمي يعمل في هذا الاتجاه.