دعوات إلى إضراب عام عن الطعام عبر كافة جامعات الوطن تجمع أساتذة وباحثون من مختلف الجامعات، أمس، أمام مقر جامعة الجزائر 2 في بوزريعة بأعالي العاصمة، لإبلاغ صوتهم ك«طبقة مثقفة” عن رفضهم للسياسة القمعية المنتهجة من النظام و”العهدة الرابعة”. واتحدت أصوات الأساتذة في قولهم: “لا للخوف من الآن فصاعدا، لأنّنا حُكمنا طيلة سنوات عديدة تحت الخوف”. وقف رجال الشرطة، أمس، أمام الحركة الاحتجاجية التي نظمها باحثون وأساتذة جامعيون عند المدخل الرئيسي لجامعة الجزائر 2 في بوزريعة بالعاصمة، في دور المتفرّج ولم يمنعوهم من التجمهر خارج مقر الجامعة، بعد انتهاء الأساتذة من ندوتهم حول الوضع السياسي الراهن، لكن اللافت أن الشرطة فضّلت طريقة تصوير المحتجين، من خلال نشر أفراد بزي مدني وسط المحتجين لالتقاط صور لهم. ونجحت الوقفة الاحتجاجية للأساتذة الجامعيين والباحثين في لفت انتباه الطلبة والمارّة، الذين التفوا حول المحتجين عند إلقاء كل واحد منهم كلمته حول رفضهم للسياسة القمعية التي ينتهجها النظام و«العهدة الرابعة”، كما نجحت الوقفة في استقطاب عدد كبير من الصحفيين من الإعلام الوطني والأجنبي. وأطلق المحتجّون تحذيرا عما يصفونه ب«الخطر” الذي يتهدّد البلاد، عن طريق فرض “عملية غلق اللعبة الانتخابية، باستعمال المزايدة بالتلويح بحدوث الفوضى، فيما لا تعدو مسألة العهدة الرابعة أن تكون سوى النتيجة الواضحة لفشل نظام حكم دام 15 سنة”. واتفق الأساتذة والباحثون الجامعيون على موعد 9 أفريل المقبل للالتقاء من جديد بجامعة بوزريعة، لمواصلة تجنيد عدد كبير من الأساتذة والطلبة، من أجل توسيع رقعة الاحتجاج إلى جامعات ومعاهد وكليات أخرى في العاصمة وولايات أخرى. ودعا الأستاذ في الفلسفة، عبد الوهاب مطاري، إلى استعمال طرائق أخرى لفرض صوتهم، منها النداء إلى إضراب عام عن الطعام يشارك فيه كافة الأساتذة والباحثين الجامعيين عبر جامعات الوطن، والانضمام إلى تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات في التجمع المقرر عقده، غدا الجمعة، بقاعة حرشة بالعاصمة. وقال الباحث والأستاذ في علم الاجتماع السياسي، الدكتور ناصر جابي، إن “الوقفة جاءت في وضع خطير ينذر بوقوع انزلاقات خطيرة، وأيضا لإعادة فرض الجامعة كمكان يضم النخبة والطبقة المثقفة، وذلك في أعقاب نجاح النظام في تهميشها وإبعادها عن مجال النقاش والتجنيد”. وأفادت بدورها الأساتذة في العلوم السياسية، لويزة دريس حمادوش، بأن “الخطاب السياسي اليوم يحاول تبرير الوضع الإقليمي المقلق على حدود البلاد بأنّه شأن لا يخصّها، وهي ذريعة لرفض التدخلات الخارجية في القضايا الداخلية”. وأضافت: “أمام هذه الحالة، بصفتنا كمتابعين وباحثين، هذه المبرّرات لا أساس لها من الصحة ولا توجد أي قوة عسكرية تضمن حدود الجزائر نظرا لطابعها الصحراوي”. وأوضحت الأساتذة والباحثة في علم الاجتماع، فاطمة أوصديق، أن “الوضع السياسي والتداعيات الحاصلة بسبب العهدة الرابعة، أثبتت غياب الدولة التي تتعامل في المقابل مع الشعب بمنطلق الزبائنية”.