اعترف رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات وأعضائها، بأن صلاحيات هيئتهم ”مقوّضة” ولا تملك الإجراءات الردعية التي تمنع التجاوزات والخروقات القانونية المرتكبة من طرف المترشحين الستة في الانتخابات الرئاسية، ماعدا قيامها بإخطار الجهات الإدارية فقط، في صورة بدت للرأي العام أن دور اللجنة تحوّل إلى ما يشبه ”ساعي البريد”. أظهرت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، أمس، ضعفها ومحدودية صلاحياتها من أجل ضمان انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة، وجاء هذا في شكل اعتراف صريح من طرف رئيسها فاتح بوطبيق خلال ندوة صحفية نشطها بالمقر الوطني للجنة وسط العاصمة، متحجّجا بنقص النصوص القانونية التي تتيح لهم لعب ”دورا قوّيا” في الحملة الانتخابية وخلال يوم الاقتراع. ولم يعط رئيس اللجنة إجابات واضحة عن أسئلة الصحفيين في أول ظهور إعلامي رسمي، ضمن ندوة تركزت في مجملها على حصيلة الحملة وتجاوزاتها وخروقاتها التي استحوذت على حيز هام طيلة الأيام الجارية من الحملة، أبرزها استعمال وسائل الدولة من طرف مديرية حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة والتهم الموجهة إلى المترشح علي بن فليس بتدبير اعتداءات ضد ”غريمه” بوتفليقة، فلم تكن إجابته سوى ”نحرص على حياد الإدارة وضمان الشفافية”. وكان فاتح بوطبيق يجيب على أسئلة الصحفيين بعد أن يهمس في أذنه تارة العضو بلقاسم ساحلي ممثل المترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي كان على يمينه، وتارة أخرى عبد القادر سعدي ممثل المترشح علي بن فليس الموجود على يساره، في صورة بدت أن اللجنة ليست وحدها من تفتقد إلى الصلاحيات، بل حتى رئيسها ظهر أنّه لا يتحكم حتى في تصريحاته، خصوصا وأن إجاباته كانت سطحية وتخلو من الجرأة. وكشف المتحدث ردا على سؤال ”الخبر” بشأن مهامهم التي ظهرت وكأن اللجنة مجرد ”ساعي بريد” يرسل الإخطارات فقط، أجاب ”القانون العضوي للانتخابات جاء بإصلاحات، ماتزال ثمارها لم تظهر بعد، وهذا القانون يتعامل لأول مرة مع انتخابات رئاسية، لذلك نحن نخوض التجربة لتعزيز دور اللجنة مستقبلا، لأنها تكلف بما لا تطاق”. وعن الإخطارات التي تدين غياب حياد الإدارة، قال بوطبيق إن ”اللجنة رفعت احتجاجات إلى كل الجهات الإدارية، وقد وعدنا الوزير الأول بالنيابة عبر مراسلة بضمان حياد الإدارة، لكن طلب منّا إبلاغ المترشحين بتقديمهم الدليل على إخطاراتهم”. من جهته، قال عضو اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات محمد صديقي ل”الخبر”، إنّه ”شخصيا على استعداد تام ودون خوف لكشف أي حادثة تزوير في الانتخابات ولن أخاف من أحد”، مشيرا بصفته ممثلا للمترشح فوزي رباعين إلى أن ”الخروقات والتجاوزات دمرتهم”.