تحدث الممثل والمخرج المسرحي إبراهيم جاب اللّه، رئيس التعاونية الثقافية ”ذاكرة”، في لقاء مع ”الخبر” عن مشاريعه القادمة، مشيرا إلى صعوبات العمل الإبداعي في الولايات الداخلية. كما قال ابن مدينة باتنة، المقيم حاليا بالعاصمة ويعمل ممثلا مع المسرح الوطني الجزائري، إنه ”كشاب جزائري عاشق للمسرح ممتن للراحل أمحمد بن ڤطاف”. كممثل شاب، كيف ترى واقع العمل الإبداعي، سواء في المسرح أو السينما في الجزائر اليوم؟ هناك مستويان لهما ارتباط بالعمل الإبداعي في الجزائر، أحدهما مادي والثاني معنوي، حيث إن الفنان، سواء كان شابا أو من الجيل القديم، بحاجة إلى مستوى معيشي يضمن له حياة كريمة، وهذا أمر صعب في الجزائر نسبيا، كما يقول المثل الشعبي ”الفن ميوكلّش الخبز”، وبالتالي فإن دافعي كشاب عاشق للمسرح والسينما يبقى منحصرا في زاوية تحقيق المستوى المعنوي والذي يعني تحقيق الذات. وفي هذا الإطار، أعتقد أن هناك العديد من الفرص في الجزائر، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، ولكن على مستوى العاصمة وبعض المدن الساحلية، بينما المدن الداخلية بما يعرف ب«الجزائر العميقة” تبقى الفرص قليلة نسبيا حتى بالنسبة ل”كاستينغ” المشاركة في الأعمال السينمائية والمسرحية الكبرى تتم في العاصمة فقط، بينما المدن الداخلية تحظى بفرصة أقل. وأنا كممثل بالمسرح الوطني الجزائري بدأت مسيرتي وفق هذه القناعة، لأنني أنحدر من ولاية باتنة التي لا أزال مرتبطا معها مهنيا، بحكم أنني رئيس تعاونية ”ذاكرة” لمهن فنون العرض السمعي البصري. إذن أمام هذه التحديات وجدت نفسك ملزما للاستقرار في العاصمة قادما من باتنة.. أنا الآن ممثل متعاقد مع المسرح الوطني، وكانت علاقتي الأولى مع المسرح مع جمعية ”المسيرة” للمسرح بباتنة، قبل أن أقرر السفر إلى العاصمة في رحلة دراسة بالمعهد العالي للفنون الدرامية التي تخرجت منها ممثلا مسرحيا بعد أربع سنوات دراسة، وتزامن تخرجي من المعهد سنة 2007 مع احتفالات الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وهنا وجدت فرصة بفضل انفتاح مدير المسرح الراحل أمحمد بن ڤطاف على الشباب وإعطائه الفرصة لطلبة المعهد. ما هي أبرز الأعمال التي قدّمتها في رحلة ال7 سنوات مع المسرح الوطني؟ قدمت العديد من المسرحيات، منها مسرحية ”الحكواتي الأخير” ومسرحية ”أبو حيان التوحيدي” ومسرحية ”صدى” و«أصفار النار الباردة”، كما خضت تجربة الإخراج في مسرحية ”مقامات صمود الذاكرة” التي تحصلت بها على جائزة أحسن إخراج مسرحي سنة 2009، والتي قدمتها رفقة التعاونية الثقافية ”ذاكرة” لمهن فنون العرض السمعي البصري. بالإضافة إلى مشاريعك المسرحية هل لديك اهتمامات بالسينما؟ سبق وأن شاركت في فيلم ”زبانة” مع المخرج سعيد ولد خليفة، كما شاركت في فيلم للمخرجة بهية علواش، وسأكون حاضرا أيضا في مسلسل ”فرسان الهڤار” مع المخرج كمال اللحام، ويبقى انشغالي الأكبر هو مع المسرح، حيث أضع حاليا الروتوشات الأخيرة لمسرحية ”الجياع” التي هي من إخراجي.