في الوقت الذي تعالت أصوات أعداد كبيرة من أنصار شبيبة القبائل لرفض مجانية التذاكر، ووضع هذه الأخيرة للبيع مثلما جرت عليه العادة، لم يجد رئيس الكناري محند شريف حناشي سوى الرضوخ للضغوطات، والقبول بالأمر الواقع، حيث أكد أمس بملعب الأربعاء موافقته على بيع التذاكر ابتداء من نهار غد الأحد. كان رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، قد أكد صباح أمس في تصريح للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أن الفريق ينأى بنفسه عن السياسة، وذلك بعد أن بدأت أصوات تتعالى مطالبة برفض قرار السلطات العمومية منح تذاكر الدخول لأنصار الشبيبة مجانا، حيث بدأت تأخذ أبعادا سياسية، كونها المرة الأولى التي يقرر فيها والي تيزي وزو نقل أنصار الشبيبة مجانا مع تذاكر الدخول إلى ملعب مصطفى تشاكر الخميس المقبل. وكتب بعض الأنصار يقولون على صفحات التواصل الاجتماعي: ”إننا نطالب بوضع التذاكر للبيع على مستوى ملعب أول نوفمبر، مثلما جرت عليه العادة”، مؤكدين أن القرار سياسي يأتي بعدما سقط عشرات الجرحى يومي 20 و21 أفريل بعد منع المسيرة”. وكتب آخرون يقولون: ”إننا نرفض الذل... سنملأ ملعب مصطفى تشاكر لمؤازرة الشبيبة، لكن بإمكانياتنا الخاصة ولا نريد هدية من السلطة”، وكتب آخرون يقولون: ”إن الكرامة قبل كل شيء... سنقف مع الشبيبة لكن ليس بإمكانيات السلطة”. وذهب آخرون للقول: ”كيف يتم توزيع تذاكر الدخول لأنصار تيزي وزو مجانا، ويحرم بالمقابل أنصار الكناري المنحدرون من بقية الولايات على رأسها ولايات بجاية والبويرة وبومرداس”. في سياق متصل، ذهب عدد من الأنصار بعيدا حينما فسروا القرار بكونه محاولة من السلطات العمومية لتدجين أنصار الشبيبة ”حيث سيتم اختيار من توزع عليهم التذاكر إما بالعلاقات والمحسوبية، أو بالرضوخ لإرادة السلطات حتى لا يتم إزعاج المسؤولين الذين سيحضرون المباراة”. ولا يمكن لمثل هذا الأمر أن يحدث في ولاية أخرى عندما ”تتبرع السلطة” بالتكفل بعشرات الآلاف من الأنصار، إلا أن قرار والي تيزي وزو جاء في وقت حساس تمر به المنطقة، بعد الذي حدث الأسبوع الماضي، حيث تحولت ”نعمة الوالي” إلى نقمة رفضها الكثير من أنصار الشبيبة المتمسكين بالتنقل إلى البليدة لكن بغير هدية السلطة. ”سأتدخل لدى الدرك والشرطة للمطالبة بعدم توقيف أنصارنا” وفي ذات السياق، أعلن رئيس شبيبة القبائل، محمّد شريف حنّاشي، بأنه سيتدخّل شخصيا لدى مصالح الدرك الوطني والشرطة للمطالبة بعدم توقيف أنصار شبيبة القبائل حين يتنقّلون يوم أول ماي المقبل إلى البليدة لحضور نهائي كأس الجزائر. وقال حناشي في تصريحه أمس للقناة الإذاعية الثالثة: ”نهائي كأس الجزائر هو عرس ومن الضروري ترك أنصار شبيبة القبائل يحتفلون بهذا العرس، وسأطلب تفادي توقيف الأنصار في كل مرة قبل الوصول إلى الملعب، فلا يجب أن يخضع هؤلاء سوى مرة واحدة للتفتيش عند مدخل الملعب فقط”، مضيفا: ”سأتدخل لدى مصالح القيادة العامة للدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني للمطالبة بعدم توقيف أي مناصر من ال 11 ألف مناصر الذين يملكون تذاكر مباراة نهائي كأس الجزائر القاصدين ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، يجب ترك مناصرين سالمين للاحتفال بالعرس”. وفي ذات السياق، قال رئيس شبيبة القبائل إنه لم يكن يوما مهتما بالسياسة، مشيرا: ”لن يرافق أنصارنا على متن الحافلات رجال السياسة، لأنني لن أقبل أبدا بتوظيف السياسة في فريق شبيبة القبائل، فالفريق يستعد لخوض مباراة هامة في نهائي الكأس ولن تخرج المباراة عن إطارها الرياضي”.