من بين أولئك الذين يتنافسون على منصب رئيس "إسرئيل" المقبل وزير دفاع سابق ووزير خارجية سابق ووزير مالية سابق ومشرع خدم في الكنيست طويلا ويحظى بالاحترام وشخص حاصل على جائزة نوبل، والمدهش أن الرجل الذي يسعى كل هؤلاء لكي يحلوا محله حمل كل هذه الألقاب وأكثر على مدى مسيرة سياسية أسطورية استمرت 65 عاما. ويختتم شيمون بيريز الرجل السياسي الذي لا يقهر والبالغ من العمر 90 عاما، فترته التي استمرت 7 سنوات في أعلى منصب شرفي في البلاد هذا الصيف، وبينما تنخرط المجموعة المتنافسة على الحلول محله في معركة حامية الوطيس لنيل المنصب الرفيع، إلا أن من سيفوز منهم من المرجح أن يواجه مهمة أصعب في الخروج من ظل بيريز الهائل.ومن الناحية الرسمية، يعد الرئيس له صلاحيتان رئيسيتان: تكليف رئيس وزراء محتمل بتشكيل حكومة بعد الانتخابات وإصدار العفو عن المجرمين، غير أن بيريز، الذي شغل منصب رئاسة الوزراء مرتين، ارتفع عن مستوى المنصب.وأعاد الشرف إلى الرئاسة بعد أن حل محل موشيه كاتساف، والذي أجبر على الاستقالة في فضيحة جنسية ثم أدين بالاغتصاب في وقت لاحق في 2007، وأصبح بيريز بسرعة أكثر الشخصيات السياسية شعبية في البلاد، واستمتع بالحب الشعبي الذي فاته في الجانب الأكبر من مسيرته السياسية.وأصبح وزير خارجية بحكم الأمر الواقع حيث روج ل"إسرائيل" في الخارج بفضل شبكته الواسعة من الاتصالات الدولية، وقدم وجها مشرقا للبلاد في وقت كانت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتعرض فيه للنقد باستمرار بسبب سياساتها الاستيطانية في الضفة الغربية. وشيد جسرا مع العالم العربي وكان موضع ترحيب كبير في أوروبا وواشنطن، حيث منحه الرئيس باراك أوباما ميدالية الحرية الرئاسية.وقال بنيامين بن إليعازر، أحد المتنافسين على منصب بيريز، إضافة إلى حقيقة أنه يمثل في نظري قصة "دولة" إسرائيل، فإنه أعاد الاعتبار للرئاسة وحولها إلى منارة، في الداخل والخارج.وتعهد بن إليعاز-جنرال سابق جاء إلى اسرائيل من العراق كطفل ويحتفظ بعلاقات طيبة مع القادة العرب- أن يكون رئيسا موحدا وأن يتواصل مع الدول المجاورة، وقال لوكالة أنباء "الأسوشيتد برس"، أنا شخص لا يمكن كراهيته، خبرتي هي أن آخذ العدو وأحوله إلى صديق.وأبرز منافسيه هو روفين ريفلين-رئيس سابق للبرلمان واحد الكبار في حزب الليكود- وتظهر غالبية استطلاعات الرأي، أنه المرشح الأفضل للجمهور، وقال: إن شعبيته وقدرته على ربط كل عناصر المجتمع الإسرائيلي تجعله الأنسب لهذا الدور.والمرشح الذي لا يمكن التنبؤ به هو سيلفان شالوم وهو سياسي من الليكود شملت مسيرته السياسية عمله وزيرا للخارجية والمالية، وتلقت حملة شالوم ضربة قوية عندما ذكرت مساعدة سابقة، أنه ارتكب جرائم جنسية ضدها، وقال شالوم: إن الاتهامات هي جزء من المؤامرة السياسية التي تهدف إلى إزاحته من سباق لم يدخله رسميا بعد.وهناك مرشحان خارجيان يتطلعان للاستفادة من نفور الجمهور من السياسيين المحترفين دخلا حلبة السباق، غير أن الاثنين: دان شيختمان- أستاذ في معهد "التخنيون"، وحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء في 2011، وداليا دورنر وهي قاضية متقاعدة بالمحكمة العليا الإسرائيلية، يبدو أن فرصهما في الفوز قليلة.ومن المرشحين الآخرين مائير شتريت وهو وزير مالية سابق وداليا إسحاق وهي رئيس آخر سابق للبرلمان.