كشف التقني الجزائري توفيق روابح، مدرب التعاون السعودي للموسم الثاني على التوالي في دوري عبد اللطيف جميل، في حواره ل«الخبر"، عن العديد من المحطات المهمة خلال عمله بالمملكة، حيث أكد بأن التجربة التي مرّ بها هناك إيجابية هذا الموسم باحتلال فريقه المرتبة الخامسة، كما أوضح بأن فريقه استطاع أن يقف في وجه حامل اللقب نادي النصر في آخر جولة من البطولة، واحتل مرتبة أحسن من اتحاد جدة. كما عرّج روابح، في حديثه معنا، على تجربة اللاعبين الجزائريين في الدوري السعودي وأمور أخرى متعلقة بالمنتخب الوطني. كيف تقيّم تجربتكم في عامها الثاني؟ أعتقد أن الموسم الثاني كان إيجابيا من كل النواحي، بعد احتلالنا المرتبة الخامسة في الدوري وتقدّمنا على عديد الأندية المعروفة، كاتحاد جدة ونادي الفتح صاحب البطولة الموسم الفارط. ويمكن القول بأننا قدّمنا موسما محترما مقارنة بالمواسم التي لعب فيها الفريق في الدوري الممتاز. السعوديون فرحوا كثيرا لتأهل المنتخب الجزائري، وفريقك احتفل معك بذلك؟ الروح العربية لها دائما رابط قوي يربط الشعوب فيما بينها، لقد كان الإخوان في المملكة ومنطقة القسيم، وبالضبط بنادي التعاون سعداء جدا بتأهل المنتخب، وقاموا بمبادرة جيدة اتجاه كل الطاقم الفني الذي كان جزائريا. وبالمناسبة أشكرهم كثيرا على ما قدّموه لنا من تبريكات واحترام متبادل بيننا، وهم ينظرون إلينا كجزائريين دائما بالمحبة والاحترام والتقدير، وهذه من بين أهم الأشياء التي علينا أن نقولها في حق إخواننا في السعودية. هل بإمكانك أن تحدّثنا عن نادي التعاون وأهدافك المستقبلية؟ نادي التعاون ينتمي إلى منطقة القسيم، وهو من بين النوادي التي لها تاريخ في كرة القدم السعودية، ويعتمد بشكل كبير على أبناء الفريق، بالإضافة إلى بعض اللاعبين الأجانب، كلاعب المنتخب الكاميروني بول والأردني أبو هشهش واوتشينغ الدولي الكيني والبرازيلي ريتشي. أما بخصوص التحديات المقبلة لهذا النادي، فإن رجالاته لهم نية في بناء فريق تنافسي كبير لمنطقة القسيم، من خلال العمل المسطر خلال المواسم الثلاثة القادمة. ماذا تقول عن الكرة السعودية من خلال تجربتك؟ صراحة، الكرة السعودية لها مميزات إيجابية، خاصة من الناحية الهجومية، وهي تختلف كثيرا عن البطولات الخليجية والعربية، فعندما تشاهد مثلا مباريات دوري عبد اللطيف جميل هذا الموسم، خاصة مع النوادي الكبيرة، فإنك دون شك سوف تشاهد السرعة، بالإضافة إلى تمتع هذه الفرق بقاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب. ماذا تقول عن اللاعب الجزائري في السعودية؟ عندما نتحدث عن تجربة اللاعبين الجزائريين في النوادي السعودية بصفة خاصة والخليجية بصفة عامة، وتحديدا في المواسم الأخيرة، فذلك يعود للاعبين أنفسهم، فهناك العديد من الصعوبات التي تواجه اللاعب الجزائري، بسبب قدرة الأندية السعودية والخليجية على استقطاب الصفوة والنخبة من اللاعبين، وتركيز بعضها، خاصة الأندية الكبيرة، في التسابق وفي التعاقد مع الأبرز على الساحة العالمية، وهذا ينطبق أيضا على المدربين، إلا أنه بإمكان اللاعب الجزائري أن يثبت نفسه وقدرته مع هذه النوادي. وماذا عن تجربة دلهوم وشكلام؟ دلهوم لاعب موهوب، وله إمكانيات فنية عالية، حيث أشرفت عليه عندما كان في وفاق سطيف، وتجربته في الدوري السعودي مع ناد كبير مثل النصر الذي يضم اكبر عدد من اللاعبين الدوليين والعالميين اعتبرها مقبولة، لأن عملية التحاقه كانت في مرحلة الميركاتو، وفريقه في تلك الفترة كان يحقق نتائج جيدة ويحتل المرتبة الأولى. وهي عوامل لم تسمح في بعض الأحيان لدلهوم أن يظهر كامل إمكانياته الفنية والبدنية، وبالرغم من ذلك فإنه استطاع أن يظهر في بعض المباريات التي لعبها أنه قادر على إعطاء الإضافة اللازمة. وأرى بأن دلهوم لو يتأقلم بشكل جيد ويلعب كأساسي فإنه سيكون من بين أحسن اللاعبين في الدوري السعودي. أما بالنسبة للمدافع شكلام، فإنه قدّم مشوارا محترما مع فريقه نجران منذ التحاقه بهذا النادي. حسب معلوماتنا، فإن الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر اتصل بك قبل التحاق دلهوم.. في الحقيقة، مسيرو فريق التعاون تربطهم علاقة جيدة مع إدارة النصر، والأمير فيصل بن تركي رئيس هذا النادي الذي اتصل وتحدث عن دلهوم قبل التحاقه، وطلب رأيي في الموضوع، وقلت بأن اللاعب قادر على إعطاء الإضافة للفريق النصراوي، وهذا طبعا من خلال معرفتي الفنية والبدنية بإمكانياته. بعض وسائل الإعلام كانت قد تحدثت عن جلبك لدلهوم لنادي التعاون؟ كما قلت سابقا، دلهوم قادر على إعطاء الإضافة اللازمة لأي فريق في الدوري السعودي، وأعتقد أن إدارة التعاون كانت لها نية في التعاقد معه منذ بداية الموسم، وكانت الأمور تسير في إطارها الصحيح، لكن اللاعب في تلك الفترة فضّل البقاء في الوفاق لعدة أمور. أما بخصوص هذا الموسم فكل الأمور مازالت في بدايتها، ولقد سلّمت قائمة من الأسماء، وهي تقوم بهذه الاتصالات، ولا يمكن أن أوضح أكثر من ذلك، خاصة في هذه الفترة. وسائل الاعلام السعودية أصبحت تهتم بالمدربين الجزائريين بعد نجاحكم الأخير.. أريد أن أوضح شيئا مهما في هذا المجال؛ الدوري السعودي مثل باقي الدوريات العالمية يقصده العديد من المدربين الأجانب، خاصة الفرق الكبيرة التي دائما ما تضم فنيين عالميين، والمدربون الجزائريون سبق لهم وأن عملوا في هذا الدوري، والنتائج هي دائما من كانت تحدد مصيرهم في بقائهم مع نواديهم. وأرى من خلال تجربتي المتواضعة أن الطريقة الفنية للمدرب الجزائري تتناسب إلى حد بعيد مع المورفولوجيا الجسمية للاعب السعودي ومهاراته الفردية. هل تلقيت عروضا جديدة داخل وخارج الوطن؟ بخصوص هذا الموضوع، فريقي الحالي ومسيري النادي السعودي لهم نظرة بعيدة المدى وواضحة من أجل بناء فريق تنافسي، وفق استراتيجية معينة رسمت منذ نهاية الموسم الماضي، وإدارة الفريق تريدني أن أبقى من أجل تطبيقها، خاصة وأن كل التحضيرات الخاصة بالموسم المقبل قد بدأت قبل نهاية المنافسة، أما بخصوص العروض الأخرى فهناك عروض من فرق تنشط في الرابطة المحترفة الأولى. نتحدّث عن المنتخب الوطني، كيف ترى حظوظه في المرور إلى الدور الثاني؟ المنتخب الوطني الحالي يمتلك تعداد ثريا مقارنة بمونديال 2010، والكل يجمع بأن المدرب حليلوزيتش له خيارات متعددة في كل المناصب، لكن هذا لا يعني بأن الأمور ستكون سهلة، فالمنتخبات التي سنواجهها مدارس مختلفة ولها خبرة في مثل هذه المناسبات. ومع ذلك إذا حضرت الإرادة والعزيمة والانضباط داخل المجموعة فإنه دون شك ستكون هناك نتائج جيدة لمنتخبنا. في كل مرة نلاحظ استدعاء اسم جديد في المنتخب، هل هذا يؤثر على استقرار المجموعة قبل المونديال، مثلما قد يكون عليه الحال مع المهاجم محرز؟ في رأيي، الناخب الوطني له نظرة، وهو على دراية بإمكانيات لاعبيه من خلال الفترة التي قضاها مع المنتخب والطريقة التي سيلعب بها أمام منتخبات المونديال، واللاعبون تقريبا ينشطون في البطولات الأوروبية ولهم عقلية محترفة، فإنني أرى بأن ذلك لن يؤثر على استقرار “الخضر”، وأنتم تابعتم مردود لاعب وسط نادي توتنهام، نبيل بن طالب، في المواجهة الودية الأخيرة. طريقة المدرب حاليلوزيتش مع المنتخب لها إيجابيات وسلبيات، كيف تراها؟ بالنسبة لي الناخب الوطني، من خلال ما حققه من نتائج، منطقيا، طريقته ناجحة وحقق أهدافه المرجوة، لكن أضيف بأن ذلك لم يكن الشيء الوحيد في نجاحه، بل هناك شيء مهم ساعده على تحقيق هذه الطريقة والأهداف، هي الإمكانيات التي وفرتها الفاف منذ تولي حليلوزيتش قيادة المنتخب، من خيارات فنية كلاعبين وأموال تحفيزية. وأرى بأن الاستقرار على العارضة الفنية يساعد كثيرا المنتخب في المناسبات القادمة، وبقاؤه من بين الإيجابيات المهمة التي تعزز أهداف المنتخب، وأرى بأن الفوز بكاس إفريقيا القادمة والعمل على ذلك أحسن من التفكير بالتأهل إلى الدور الثاني لمونديال البرازيل، خاصة وأن المهمة ستكون صعبة هناك، أمام بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية.